تسير أشغال بناء السفينة الحربية المتعددة المهام “أفانتي 1800“، المخصصة للبحرية الملكية المغربية، بخطى ثابتة داخل ورشات شركة “نافانتيا” الإسبانية بمدينة سان فرناندو، في خطوة تعكس الإرادة المشتركة للمغرب وإسبانيا لتعزيز تعاونهما الاستراتيجي في المجال الدفاعي.

وقد أفادت منصة “ديفانس أطلس” في تقرير لها يوم 29 أبريل الجاري أن أشغال السفينة بلغت مراحل متقدمة، بعد انطلاق عملية البناء في يوليو 2023، ووضع العارضة الرئيسية في شتنبر 2024، على أن يتم التسليم منتصف عام 2026، في إطار صفقة تبلغ 260 مليون يورو، تشمل إمكانية إضافة وحدتين من الطراز نفسه.

تعاون عسكري بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية

وإن الدينامية الدبلوماسية الجديدة التي انطلقت منذ 2022 بعد دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي، أعادت الزخم للتعاون الثنائي، ومنها استكمال هذه الصفقة العسكرية، الممولة جزئيا من طرف بنك “سانتاندير” الإسباني بقرض قيمته 92 مليون دولار.

وتبلغ حمولة “أفانتي 1800” أكثر من 2000 طن، بطول يقارب 89 مترا، وتصل سرعتها إلى 26 عقدة، بمدى ملاحي يتجاوز 4000 ميل بحري. وتم تصميمها لحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة ومهام الاستطلاع والحرب السطحية والجوية، مع الاعتماد على تقنيات التخفي.

السفينة مزودة بسطح مخصص لمروحيات يصل وزنها إلى 10 أطنان، وحظيرة لطائرات مسيرة، إلى جانب زورقين سريعين بطول 8 أمتار. أما تسليحها فيرتقب أن يشمل مدفعا رئيسيا من عيار 76 ملم، وصواريخ مضادة للسفن، ومنظومة دفاع جوي من نوع “رام”، إلى جانب أنظمة استشعار ورادارات ثلاثية الأبعاد وسونار وأنظمة حرب إلكترونية.

دعم للرؤية المغربية في تحديث أسطولها البحري

ويرتقب أن تعزز هذه السفينة من قدرات البحرية المغربية، خاصة مع توقع دخولها لتعويض الفرقاطة “العقيد الرحماني” الإسبانية الصنع. ويأتي ذلك ضمن سياسة المملكة لتحديث قواتها البحرية، والتي شملت سابقا اقتناء فرقاطة FREMM من فرنسا وثلاث كورفيتات SIGMA من هولندا.

وتمثل الصفقة دفعة قوية لصناعة الدفاع الإسبانية، إذ سيوفر مشروع بناء السفينة مليون ساعة عمل، مع خلق 1100 فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة طيلة فترة الإنجاز الممتدة لأزيد من ثلاث سنوات.

شراكة بحرية تعكس المصالح الاستراتيجية المشتركة

ورغم ما طبع العلاقات الثنائية من توتر في فترات سابقة، إلا أن صفقة “أفانتي 1800” تؤكد أن المصالح الأمنية والاستراتيجية تظل حجر الزاوية في التعاون بين الرباط ومدريد، وتبرهن على حرص الجانبين على تأمين المصالح المشتركة في ظل تهديدات إقليمية متزايدة بالمتوسط وشمال إفريقيا.