ترأس الملك محمد السادس، زوال اليوم الإثنين 12 ماي الجاري، بالقصر الملكي بالرباط، مجلسا وزاريا هاما، خصص للمصادقة على حزمة من مشاريع القوانين والمراسيم التنظيمية، بالإضافة إلى تعيينات استراتيجية في مناصب عليا، وذلك في إطار تفعيل مقتضيات الفصل 49 من الدستور.

وفي مستهل الاجتماع، استفسر الملك وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول أثر التساقطات المطرية الأخيرة على الموسم الفلاحي ووضعية القطيع الوطني. وقد أكد الوزير أن الأمطار الأخيرة كان لها وقع إيجابي على زراعات الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة، كما أسهمت في تعزيز الغطاء النباتي والمراعي.

وأعطى الملك تعليماته السامية لضمان نجاح عملية إعادة تكوين القطيع الوطني، مع التشديد على ضرورة اعتماد معايير مهنية دقيقة وإشراف لجان محلية لضمان توزيع الدعم بفعالية وعدالة.

كما استفسر الملك محمد السادس وزير التجهيز والماء بشأن نسبة ملء السدود، حيث أفاد هذا الأخير أن النسبة بلغت 40.3%، بما يعادل حوالي 6.7 مليارات متر مكعب من المياه، وهو ما يكفي لتغطية حاجيات الاستهلاك المنزلي من الماء الشروب لمدة عام ونصف.

دعم حقوق القضاة وتعزيز البنية العسكرية

وصادق المجلس الوزاري على مشروع قانون تنظيمي يهم تعديل النظام الأساسي للقضاة، ويهدف إلى توسيع الضمانات الاجتماعية من خلال منح رخص جديدة تتعلق بالمرض، والولادة، والأبوة، والكفالة، والرضاعة.

كما تمت المصادقة على أربعة مشاريع مراسيم في المجال العسكري، من بينها مرسوم يخص تنظيم الملاحة الجوية العسكرية، وآخر يهم تعديل وضعية الملحقين العسكريين، إلى جانب مراجعة أنظمة الأجور والتعويضات والتنقلات الخاصة ببعض فئات القوات المسلحة الملكية، في إطار العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لهذه الفئة.

اتفاقيات دولية تعزز الحضور المغربي

وفي سياق الانفتاح الدبلوماسي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، صادق المجلس على إحدى عشرة اتفاقية دولية، من بينها ثماني اتفاقيات مع دول إفريقية، واثنتان في آسيا، وواحدة مع دولة أوروبية. وتجدر الإشارة إلى أن ستا من هذه الاتفاقيات تم توقيعها بمدينة العيون والداخلة، في تأكيد على السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.

وتنوعت مجالات هذه الاتفاقيات بين التعاون القضائي والجمركي، والتعليم العالي، والنقل، والطاقة، والابتكار، كما شملت اتفاقًا لاحتضان المغرب للمقر الدائم للاتحاد الإفريقي للمكفوفين.

تعيينات استراتيجية في مناصب عليا

وفي ما يتعلق بالمناصب العليا، وباقتراح من رئيس الحكومة ومبادرة من الوزراء المعنيين، صادق جلالة الملك على مجموعة من التعيينات الاستراتيجية:

في وزارة الداخلية، تم تعيين 25 واليا وعاملا، من أبرزهم:

سمير محمد تازي، والي كاتب عام لوزارة الداخلية
محمد فوزي، والي مفتش عام للإدارة الترابية
بشرى برادي، عاملة عمالة مقاطعة عين الشق
منير هواري، عامل إقليم سيدي بنور

إلى جانب تعيينات أخرى شملت محمد علي حبوها، جمال خلوق، عادل المالكي، وحسن بوكوتة.

في السلك الدبلوماسي، تم تعيين سفراء جدد في دول إفريقية وآسيوية وأوروبية، من بينهم:

يوسف عيماني، سفير لدى إثيوبيا
سيدي محمد بيد الله، سفير لدى موزمبيق
نزهة علوي محمدي، سفيرة لدى رواندا
نادية الحنوط، سفيرة لدى الفلبين
أمين الشابي، سفير لدى باكستان

في مناصب اقتصادية واستراتيجية، شملت التعيينات:

نزهة حياة، مديرة عامة لصندوق محمد السادس للاستثمار
سعيد جبراني، مدير عام الشركة الوطنية للضمان وتمويل المقاولة
محمد عكوري، مدير عام للمجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة
أمين المزواغي، مدير عام لوكالة التنمية الرقمية

مسار إصلاحي متواصل بقيادة ملكية رشيدة

ويؤكد هذا المجلس الوزاري، الذي تميز بكثافة القرارات المتخذة، على التزام المملكة بمواصلة تحديث بنيتها القانونية، وتعزيز جاهزيتها الأمنية والعسكرية، وتوطيد حضورها الدبلوماسي، فضلًا عن الاستثمار في العنصر البشري والتنمية الاقتصادية، وذلك تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.