في محطة جديدة من جولات “مسار الإنجازات”، اختار عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، مدينة العيون لتوجيه رسائل سياسية وتنموية قوية، مجددا التأكيد على أن الدفاع عن القضية الوطنية يظل في صدارة أولويات الحزب، وأن الحسم في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية مسألة وقت، تتطلب تعبئة جماعية مستمرة وترافعا مواطنيا واعيا، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.

وفي كلمته أمام حشد من مناضلات ومناضلي الحزب، يوم السبت، قال أخنوش إن “برنامج مسار الإنجازات ليس فقط فضاء للتقييم، بل منبر مفتوح للاستماع للمواطنين ومناقشة انشغالاتهم”، مشددا على أن الحكومة تشتغل بروح جماعية ومنسجمة، وتضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار حزبي أو سياسي.

التزام بالتنمية في مواجهة التشويش السياسي

وتوقف أخنوش عند التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تواجهها الحكومة، معتبرا أن المعركة الحقيقية لحزب “الحمامة” ليست مع خصوم سياسيين، بل هي ضد الفقر والهشاشة والبطالة والهدر المدرسي والتفاوتات الاجتماعية، مؤكدا أن الحزب يشتغل بإرادة ملكية وثقة شعبية، ضمن أغلبية منسجمة تؤمن بالإصلاح.

وفي رد على ما وصفه بـ”الحملات المغرضة”، أبدى رئيس الحكومة استغرابه من موجات الاستهداف السياسي التي يتعرض لها الحزب، معتبرا أن هذه الحملات لا تزعجهم بقدر ما تدفعهم إلى العمل بجدية أكبر، قائلا: “من الطبيعي أن تفتعل معارك ضد الحزب الأول في البلاد، لأن المواجهة مع الأحرار ليست كالمواجهة مع أحزاب في مواقع ثالثة أو رابعة”.

مشاريع كبرى في التعليم والصحة والتغطية الاجتماعية

وعرض أخنوش خلال اللقاء حصيلة أبرز المنجزات الحكومية، خصوصا في القطاعات الاجتماعية الحيوية، مبرزا أنه تم افتتاح كلية جديدة للطب والصيدلة بمدينة العيون، تستجيب للحاجة الملحة لتكوين الأطر الصحية في الجنوب، بالإضافة إلى تعميم التغطية الصحية وتفعيل برنامج الدعم المباشر للأسر، مع الإشارة إلى مشروع “مدرسة الريادة” الذي وصفه بأنه نقلة نوعية في قطاع التعليم سيتم تعميمه على الصعيد الوطني.

وتوقف رئيس الحكومة عند رمزية تنظيم اللقاء في عاصمة الصحراء المغربية، مؤكدا أن الموقع له بعد سياسي ووطني عميق، خصوصا في ظل الاختراقات الدبلوماسية الكبرى التي حققها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، والتي أرست مسارا واضحا لترسيخ مغربية الصحراء على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار يقف بثبات وراء الملك محمد السادس، دفاعا عن وحدة الوطن، ومواكبة للورش التنموي الشامل الذي أطلقه الملك بالأقاليم الجنوبية، وهو الورش الذي بدأت ثماره تظهر عبر مشاريع كبرى تترجم الرؤية الملكية إلى منجزات ملموسة.

حزب وطني بمرجعية تنموية

وختم عزيز أخنوش مداخلته بالتأكيد على أن حزب التجمع الوطني للأحرار ماضٍ بثبات في تنزيل رؤيته التنموية، وأنه يعتبر الدفاع عن قضية الصحراء، ومحاربة الفقر، وتثبيت العدالة المجالية والاجتماعية، من صميم مسؤولياته الوطنية، مشددا على أن النجاح في هذه المهام لن يكون إلا بالثقة، والتعبئة، والالتفاف حول الثوابت الوطنية بقيادة الملك.