آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV25 يونيو 2025 - 00:32

قافلة جزائرية إلى غزة تثير السخرية وسط غياب الدعم الفعلي

مراقبون يعتبرونها استعراضا سياسيا خاليا من المضمون الإنساني

تبون وفلسطين

في وقت تتفاقم فيه معاناة المدنيين في قطاع غزة، ويشتد الخناق الإنساني على السكان جراء العدوان والحصار، تبرز الحاجة إلى مبادرات إغاثية حقيقية وعملية، تنقذ الأرواح وتلبي الحاجيات الأساسية للمحاصرين. إلا أن قافلة “الصمود”، التي أطلقتها الجزائر مؤخرا تحت غطاء الدعم الإنساني، تحولت إلى مشهد دعائي مثير للجدل، يتهم بأنه يفتقر إلى أدنى مقومات الفعالية والجدية.

القافلة التي روج لها كخطوة تضامنية بارزة، ضمت على متنها برلمانيين ودبلوماسيين وناشطين، لكن من دون أن تحمل أي مساعدات إغاثية أو مستلزمات طبية ملموسة، في مشهد أقرب إلى جولة استعراضية مزينة بالأعلام والشعارات، منها إلى مهمة إنسانية موجهة لنجدة المنكوبين.

تضامن صامت أكثر تأثيرا من حملات دعائية

وفي الوقت الذي اختارت فيه دول عربية أخرى العمل بصمت وفعالية، عبر إرسال أطنان من الأغذية والأدوية والمواد الطبية مباشرة إلى قطاع غزة، تبدو المبادرة الجزائرية كتحرك سطحي لا يرقى إلى مستوى التحديات، خاصة حين تتم مقارنتها بحجم الحاجة الميدانية المتفاقمة على الأرض.

التحركات الصامتة التي تتولاها بعض الدول من خلال جسور جوية وبحرية حقيقية، تضع قافلة “الصمود” في موضع تساؤل عن غاياتها، وهل هدفها الفعلي هو دعم سكان غزة أم تلميع صورة النظام الجزائري عبر حملة إعلامية منسقة؟

مبادرات فارغة تهين القضية الفلسطينية

ويرى مراقبون أن تسخير العمل الإنساني لأغراض سياسية أو بروباغندا داخلية لا يضر فقط بسمعة المبادرة، بل يشكل إهانة مباشرة للقضية الفلسطينية وللشعب الذي يعاني ويلات العدوان. فحين تصرف الموارد في تنظيم قوافل فارغة بدلا من تأمين المستلزمات العاجلة، يكون ذلك بمثابة تبديد للفرص وتزييف لمعنى التضامن.

وتثير المبادرة الجزائرية تساؤلات عميقة حول مدى صدق النوايا، خاصة مع اتهام النظام الجزائري بالسعي إلى توظيف القضية الفلسطينية لتجميل صورته داخليا وخارجيا، في ظل الحديث المتنامي عن علاقات خفية مع إسرائيل ومصالح اقتصادية غير معلنة. وهو ما يعزز فرضية تناقض الخطاب الرسمي مع الممارسة الواقعية.

غياب التصاريح يفضح نوايا التحرك

وتزداد الشكوك حول أهداف القافلة بعد أن تبين أنها لم تحصل على التصاريح اللازمة للعبور من الأراضي المصرية إلى غزة، ما يجعل من المبادرة مجرد تمرين إعلامي دون أثر ميداني.

وفي ظل هذه المعطيات، يجمع المتابعون على أن غزة بحاجة إلى مبادرات واقعية تنقل الغذاء والدواء، لا إلى مهرجانات دعائية. فالأولوية اليوم هي للشاحنات المعبأة لا للخطابات الجوفاء، ولأفعال تصنع الفرق لا لصور تملأ الشاشات دون معنى.

دعوة للمسؤولية والشفافية في العمل الإنساني

وتستدعي المرحلة أعلى درجات المسؤولية والشفافية، بعيدا عن المتاجرة بالمعاناة. فقضية فلسطين تستحق الدعم الصادق القائم على الأفعال، لا شعارات تستهلك لتبييض وجه الأنظمة أو إخفاء إخفاقات داخلية. والمسؤولية الحقيقية تبدأ من احترام كرامة الإنسان، لا من استغلالها.

إن التضامن لا يقاس بعدد الكاميرات ولا بحجم المواكب، بل بما يصل فعليا إلى أهل غزة من خبز ودواء وأمان. وعلى كل من يريد أن يدعم، أن يفعل ذلك بصمت وفعالية، لأن الشعوب باتت تميز بين من يساند بصدق، ومن يتاجر بالدم الفلسطيني بحثا عن مكاسب سياسية زائفة.

Achnews

مجانى
عرض