سجل عدد الوافدين على المغرب، في نهاية شهر ماي الماضي، ارتفاعا بنسبة 22 في المائة، مقارنة بالسنة الماضية، ليدخل ضمن مصاف الوجهات السياحية العشر الأكثر استحضارا في أذهان السياح الدوليين، بنسبة تصل إلى 54 في المائة، حسب ما أكده بلاغ للمكتب الوطني المغربي للسياحة، توصل “آش نيوز” بنسخة منه.

وأشار المكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى أن إستراتيجية مضاعفة النقل الجوي تدخل مرحلة جديدة عبر شراكات للفترة 2026-2030، مع طموح لتجاوز عتبة 13 مليون مقعد في 2025.

مسار نمو غير مسبوق

وأشاد المكتب الوطني المغربي للسياحة، أثناء انعقاد مجلس إدارته اليوم (الثلاثاء) برئاسة فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بالنتائج القياسية ومسار النمو غير المسبوق الذي يعكس النجاعة التامة للإستراتيجية المعتمدة منذ سنتين، بعد أن تم بلوغ عتبة 17.4 مليون سائح في 2024، وسجل عدد الوافدين على المعابر الحدودية، حتى نهاية ماي 2025  ارتفاعا بنسبة 22٪ مقارنة ب2024، في حين سجل عدد ليالي المبيت السياحية حتى نهاية ماي الماضي زيادة بنسبة 17٪.

واعتبر أعضاء مجلس إدارة المكتب، في الاجتماع، أن تحقيق هذه النتائج الإيجابية يعود بالأساس إلى قوة الآليات التي تم تفعيلها دوليا، إذ أن أكثر من 90% من المقاعد الجوية المبرمجة في 2024 جاءت نتيجة شراكات وقعها المكتب الوطني المغربي للسياحة. كما أصبح الشركاء من منظمي
الرحلات ووكلاء الأسفار الرقميين يساهمون في توليد ثلاثة أرباع الليالي السياحية التي يقضيها السياح الأجانب في الفنادق المصنفة بالمغرب.

26 مليون سائح في 2030

وأكدت فاطمة الزهراء عمور، خلال الاجتماع، أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى تنمية السياحة الوطنية. إذ يملك المغرب اليوم رؤية واضحة بفضل خارطة الطريق 2023-2026، التي حددت هدف الوصول إلى 26 مليون سائح بحلول 2030. وهو الهدف الذي تعمل الحكومة على بلوغه من خلال
عدد من الأوراش، من بينها تطوير البنية التحتية السياحية وتحسين جودة الخدمات وتعزيز الربط الجوي المباشر.

واعتبر البلاغ  أن سنة 2024 شكلت نقطة تحول في تفعيل إستراتيجية تسويق من الطراز العالمي، من خلال إدماج ست وجهات جديدة ضمن علامة “المغرب، أرض الأنوار” واعتماد هيكلة جديدة للعلامات السياحية وتنظيم حملات دعائية واسعة في الأسواق ذات الأولوية، إلى جانب تنظيم تظاهرات كبرى. أما السياحة الداخلية، فقد شهدت بدورها زخما قويا بفضل مبادرات جديدة في مجال التنقل، خصوصا بالشراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، وحملات تواصلية موجهة نحو مختلف جهات المملكة.

توسيع حملات الترويج

وفي المجال الرقمي، عزز المكتب قدراته الإنتاجية في مجال المحتوى، وكثف من عمليات التأثير، ووسع حملات الترويج عبر مختلف المنصات الاجتماعية، تماشيا مع الحملات الكبرى للعلاقات العامة دوليا. أما على صعيد الربط الجوي، فقد تحققت قفزة نوعية بنسبة +25% في المقاعد الجوية المتعاقد عليها خلال سنة واحدة، إلى جانب فتح خطوط جوية بعيدة المدى، وتعزيز حضور شركات طيران كبرى، وإحداث قواعد جوية جديدة داخل
المملكة، حسب البلاغ.

أدوات رقمية متطورة

من جهته، أكد أشرف فائدة، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أن سنة 2025 عرفت العمل على ترسيخ المكاسب وتعزيز الاندماج الجهوي وتنويع الأسواق وتوسيع الربط الجوي، مشيرا إلى أن المغرب اليوم، منخرط أكثر من أي وقت مضى في دينامية من الابتكار والربط الدولي لتعزيز مكانته
كوجهة عالمية رائدة.

وقال فائدة إن حملة التنقل الوطنية بلغت نسبا تتجاوز 81٪، وتم تجديد منصة “نتلاقاو فبلادنا” وتحديث بوابة Visit Morocco كما يتواصل إنتاج المحتوى من طرف المؤثرين والمدونين المحليين، مع الاستفادة من أدوات رقمية متطورة.

اتفاقيات إستراتيجية

وعلى صعيد الأسواق الدولية، تتواصل جهود الاستقطاب من خلال جولات ترويجية، واتفاقيات استراتيجية، وجهات سياحية جديدة، والترويج لموضوعات سياحية متخصصة، واقتحام لأسواق الأمريكيتين وآسيا، بالإضافة إلى اتفاقيات محورية مع شركات مثل Emirates وDelta Airlines وTrip.com، كما يعزز المغرب حضوره في المعارض الدولية الكبرى، إلى جانب استقباله لأهم شبكات التوزيع السياحي العالمية، يقول البلاغ.

وتفتح خارطة الطريق للفصل الثاني من 2025 مرحلة جديدة من العمل، بإطلاق حملة “المغرب، أرض كرة القدم”، في إطار شراكة نوعية مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واستعدادا لكأس إفريقيا للأمم 2025، إلى جانب تطوير عرض سياحي تجريبي جهوي، وتعزيز الحضور الرقمي، ومواصلة تنشيط الوجهة من خلال أكثر من 40 تظاهرة وطنية.

وصادق أعضاء المجلس، في ختام أشغال الاجتماع، على محضر مجلس الإدارة المنعقد بتاريخ 23 دجنبر 2024 والحسابات الختامية لسنة 2024 ومشروع القرارات المقترحة، بالإضافة إلى خطة عمل المكتب للنصف الثاني من سنة 2025 والمشاريع الهيكلية المتعلقة بالمكتب والوجهة المغربية.