بدأ حزب التجمع الوطني للأحرار في تحركات لافتة تهدف إلى استمالة وجوه سياسية مؤثرة تنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، في خطوة اعتبرها متابعون بداية عملية لإعادة رسم الخريطة السياسية بالجنوب، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

حراك داخل الصالونات السياسية بكلميم وادنون

وأفادت مصادر حزبية مطلعة أن حزب “الحمامة” شرع فعليا في التفاوض مع أسماء انتخابية بارزة بمدن الجنوب، وتحديدا بجهة كلميم وادنون، في سياق حملة استقطاب وصفت بـ”المدروسة”، الهدف منها إضعاف الحليف الحكومي “البام”، وسحب عناصره ذات النفوذ القبلي والإثني في عدة أقاليم.

ووفق المعطيات المتداولة، فإن التجمع الوطني للأحرار بات قريبا من حسم صفقة سياسية تتعلق بضم رئيس جماعة نافذ بإقليم سيدي إفني، ينتمي حاليا لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث كشفت كواليس المفاوضات أن الترتيبات بلغت مراحلها النهائية، وسط دعم صريح لهذا الرئيس من طرف فريق المعارضة الذي يشكل “الأحرار” غالبيته داخل المجلس.

مؤشرات تؤكد تآكل “البام” بالمنطقة

وأوضحت المصادر ذاتها أن هذا الرئيس أصبح يشتغل بشكل وثيق مع جمعيات مدنية محسوبة أو قريبة من حزب الأحرار، ما يؤشر على تغير في الولاء السياسي، قد يفقد حزب الأصالة والمعاصرة إحدى ركائزه الانتخابية جنوب البلاد، خاصة في ظل الصمت الذي يلف مواقف القيادة الجهوية للحزب.

موسم إعادة الاصطفاف قبيل الانتخابات

ويرى مراقبون أن ما يحدث ليس مجرد حراك فردي، بل يدخل ضمن خطة موسعة يقودها التجمع الوطني للأحرار لإعادة ترتيب التوازنات السياسية بالجنوب، ما من شأنه أن يعيد رسم معالم المنافسة الانتخابية ويضع حزب الأصالة والمعاصرة أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على قاعدته التمثيلية.