كشف المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، في بيان صارم، أن جبهة البوليساريو أصبحت اليوم كيانا في حالة انهيار تام، أشبه بما وصفه بـ”الموت السريري”، بعدما فقدت أي حضور فعلي أو شرعية سياسية، واعتمادها الكامل بات مقتصرا على خطاب متجاوز وتوجيهات مباشرة من النظام الجزائري، الذي ما يزال يراهن على مشروع انفصالي فاشل سقط أمام أنظار المجتمع الدولي.

وأكد المرصد أن أي محاولة لإقحام البوليساريو ضمن مسار الحل السياسي في قضية الصحراء المغربية لم تعد سوى عملية عبثية مكشوفة، تسعى فقط لإحياء كيان ميت فقد شرعيته، في وقت باتت فيه الوقائع الميدانية تفند أي امتداد شعبي لهذا التنظيم، حتى داخل مخيمات تندوف، حيث تتزايد الأصوات المنتقدة من الداخل، في دليل واضح على السقوط الحر لهذا الكيان أمام المنتظم الدولي.

وشدد البيان على أن الحل الجذري لهذا الوضع يمر عبر تصنيف جبهة البوليساريو كجماعة إرهابية، باعتبارها تعتمد على دعم خارجي وتحركات مشبوهة تهدد الأمن الإقليمي. هذا التصنيف، وفق المرصد، سيقوض مصادر تمويلها، ويجردها من أي غطاء قانوني أو سياسي، ويعجل بعزلتها الدولية.

ودعا المرصد في هذا السياق إلى القطع النهائي مع كل الأطروحات التي لا تزال تتعامل مع البوليساريو كفاعل سياسي، معتبرا أن الكيان الانفصالي لم يعد يمثل حتى سكان المخيمات الذين تفرض عليهم الوصاية بالقوة.

وأكد المرصد على أهمية الالتفاف الوطني حول قضية الصحراء المغربية، وتثبيت الخيار الواقعي الذي اقترحته المملكة منذ سنة 2007، والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، بوصفه حلاً جادًا ونهائيًا يضمن السيادة المغربية ويحقق تنمية شاملة للأقاليم الجنوبية.

واختتم البيان بالتأكيد على أن البوليساريو لم تعد سوى أداة بيد النظام العسكري الجزائري، تستخدم في معارك خاسرة ضد وحدة المغرب الترابية، بعدما انكشفت حقيقتها للعالم، وأصبحت صفحة مظلمة في كتاب التاريخ السياسي للقارة الإفريقية.