كادت رحلة عبر القطار، انطلقت أمس (الثلاثاء) على الساعة الرابعة وعشر دقائق من محطة الدار البيضاء الميناء، متوجهة نحو الجديدة، أن تنقلب إلى معركة طاحنة بين العربات، بسبب سخط الركاب وتذمرهم من شاب عربد عليهم، مدعيا أنه يهودي، وهددهم بالموساد.

كلام غير لائق في حق الإسلام

الشاب، الذي كان يخلط في كلامه بين العربية واللغة الفرنسية، أثار موجة من الغضب في صفوف الركاب بسبب تفوهه بكلام غير لائق في حق الإسلام والمسلمين، وسبه للبلاد ومواطنيها المغاربة، بعد أن تأخر في الوصول إلى الوجهة التي يقصدها وتضييعه الكثير من الوقت بين رحلة سفر عبر الطائرة والقطار، على حد تعبيره.

وتدخل بعض الركاب من أجل تهدئة الراكب وثنيه عن استهداف معتقدات الآخرين، دون جدوى، إذ واصل السب والقذف ولم يتراجع عن ذلك حتى بعد حضور مراقب التذاكر بالقطار، بل كاد يدخل في عراك مع امرأة عجوز، اصطدم بها أثناء تنقله بين العربات، وبعد أن عرقلت سيره حقيبة سفر، وهو ما دفعه إلى كيل الشتائم للمسلمين ونعتهم بأقبح النعوت، منتقدا الحجاب الذي كانت ترتديه المرأة التي ادعى أنها صدمته بذراعها.

التهديد بتدخل الموساد

ويبدو أن الراكب لم يكن في كامل وعيه وقواه العقلية، إذ كان بين الفينة والأخرى يدخل في نوبة بكاء هستيري، ثم يربط الاتصال بإحدى الجهات المجهولة، ويشكو لها ما تعرض له وعاناه خلال رحلته عبر القطار المتوجه نحو الجديدة، مهددا الركاب بتدخل من طرف الموساد.

ولم يتمكن مراقب التذاكر، ولا باقي المستخدمين داخل القطار، من إيقاف الشاب عند حده، ولا تفعيل سلطاتهم وإقناعه بالخضوع للقانون الجاري به العمل في البلاد، إذ ظل يمارس عنتريته الدينية والسلطوية، رغم أن باقي الركاب اشتكوا تعرضهم للإهانة والسب والقذف المخل بالحياء العلني، وعبروا عن رفضهم المساس بمشاعرهم الدينية.