في خطوة تهدف إلى تحسين أداء التلاميذ المغاربة في البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ (PISA 2025)، دعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى وضع خطة جهوية شاملة تهدف إلى تعبئة الموارد وتحسين التحضير لهذا الاستحقاق الدولي، الذي تشارك فيه المملكة للمرة الثالثة على التوالي.

وأصدر الوزير محمد سعد برادة دورية موجهة إلى الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، تحث على تخصيص الموارد اللازمة لدعم المؤسسات التعليمية بالوسائل الضرورية لتعزيز عمليات التعبئة، التحسيس، التواصل والتحفيز، بهدف تحقيق نتائج مشرفة تعكس جودة التعليم الوطني.

تعبئة جهوية لضمان التحضير الجيد

وطالبت الوزارة بتكليف المسؤولين عن التواصل في الجهات للإشراف على تنفيذ الخطط الجهوية والإقليمية، مع تشكيل لجان مختصة لمتابعة تنفيذ التدابير المتخذة لضمان استعداد جيد للبرنامج. كما سيتم تنظيم ورشات تدريبية لفائدة أساتذة المؤسسات التعليمية المختارة، بهدف تزويدهم بالمهارات الضرورية لمواكبة التلاميذ وتحسين قدراتهم على التعامل مع اختبارات PISA.

وأكدت الدورية على أهمية التواصل مع أولياء الأمور لتوعيتهم بأدوارهم في دعم أبنائهم وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في هذا الاستحقاق، عبر توفير بيئة تعليمية مناسبة وتعزيز الثقة لدى التلاميذ، مما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الدولي.

تحسين صورة التعليم المغربي عالميا

واعتبر الوزير برادة أن المشاركة المغربية في هذا البرنامج الدولي تعد فرصة لتعزيز مكانة المنظومة التعليمية الوطنية دوليا، مشيرا إلى أن النجاح في هذه الاختبارات سيشكل رافعة لتعزيز صورة المغرب كدولة تولي أهمية كبيرة لجودة التعليم.

من جانبه، أشاد نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، بهذه الخطوة، معتبرا أن الإعداد المبكر لهذه الاختبارات سيمكن من تجاوز الإخفاقات السابقة، خاصة أن التلاميذ المغاربة أظهروا تفوقا في مسابقات دولية أخرى، مما يعكس أن التحدي الحقيقي يكمن في فهم طبيعة اختبارات PISA وطريقة التعامل معها.

وشدد عكوري على أهمية التواصل مع الأسر باعتبارهم شركاء أساسيين في نجاح أي إصلاح تعليمي، مشيدا بالجهود المبذولة لضمان تحضير جيد لهذا الاستحقاق الدولي.

حملة وطنية للتوعية والتحفيز

وأوصت الوزارة بإعداد مواد تواصلية لتعريف التلاميذ وأولياء أمورهم بأهمية البرنامج، وتشجيعهم على تمثيل بلدهم بأفضل صورة، مؤكدة أن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية شاملة لإصلاح التعليم وتعزيز جودة التكوين بما يواكب المعايير الدولية.

ويعد هذا البرنامج واحدا من أهم المؤشرات التي تقيس جودة الأنظمة التعليمية عالميا، حيث يتم تقييم قدرات التلاميذ في مجالات مثل الرياضيات، العلوم، والقراءة، مما يجعل هذه المشاركة خطوة حاسمة في تطوير التعليم بالمغرب ورفع تصنيفه الدولي في هذا المجال.