أثارت صور ومقاطع فيديو حفل الاستقبال الضخم، الذي أقامه مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، بمناسبة عودته من أداء مناسك الحج، أمس (السبت) بسيدي إفني، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبره نوعا من “التبذير” و”البذخ في بؤرة فقيرة” ومن استغرب التوافد الكبير للمنتخبين وأعيان قبائل المنطقة، الذين تنافسوا على جلب الهدايا الثمينة، وعشرات الإبل في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة التهميش وفقرا في المشاريع التنموية.
وشهد حفل استقبال الحاج مصطفى بايتاس، حضور منتخبين عن حزب التجمع الوطني للأحرار وأحزاب أخرى، من بينها الاستقلال ممثلا في شخص البرلماني عبد الرحيم بوعيدة، وأعيان من الأقاليم الجنوبية، قدم معظمهم للوزير إبلا يقدر ثمنها بملايين السنتيمات، ثم اجتمعوا في مأدبة فاخرة تحت عشرات الخيام التي نصبت في أرض قاحلة جرداء، وهي المفارقة العجيبة بين “مظاهر الإسراف والفقر التنموي”، وفق ما أكده متتبعون للشأن السياسي.
ولي صالح
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لما وصفوه بـ “موسم الولي الصالح الحاج بايتاس”، أرفقها أحدهم بتدوينة قال فيها “الحج المبرور لا يحتاج إلى كل هذه البروتوكولات، فأبناء المنطقة الذين أوصلوا الناطق إلى تلك المكانة أحق بفائض المال وقيمة الهدايا الباذخة والإبل التي توصل بها من قبل المنتخبين”، وعلق آخر قائلا “فعلا، المال الحلال والمكتسب من عرق الجبين لا يمكن أن يصرف بهده الطريقة ، أما المال المباح فهو مستباح”.
وأضاف ناشط آخر، في تعليق على صور حفل استقبال مصطفى بايتاس، ” ترشيد الأموال ولو كانت خاصة من شيم النبلاء والعقلاء، لإعطاء صورة مثالية للشعب من مسؤول .. أما التباهي والتفاخر والتبذير فمن شيم محدثي النعم الواصلين بالمراتب السياسية والانتخابات المضللة، والأمر أن نمرر مشهدا باذخا في بؤرة فقيرة ! أي مثل هذا يقدمه للشعب!”.
“حج في أي بي”
نشر أحد نشطاء “إكس” (تويتر سابقا) تغريدة تفاعل فيها مع صور حفل مصطفى بايتاس قائلا “وتحسبه كان في سياحةVIP في الحرم المكي. كم من حاج رجع إلى بيته سالما غانما مغفرة الله وفرح به أهله والمقربون فقط.. هذا نوع من الحج ستار أكاديمي..الجمال والأغنام وما لذ وطاب للمتملقين.. إن المبذرين كانوا إخوانا للشياطين”.
في المقابل، أفادت تقارير إعلامية أن عددا مهما من الأعيان والمنتخبين، رفضوا الحضور لحفل الاستقبال الذي أقامه مصطفى بايتاس، بسبب خلافات حول دوره في تنمية المنطقة، التي تعاني عدة مشاكل هيكلية.
ولمعرفة رأي الجهات المعنية بخصوص الموضوع، حاول موقع “آش نيوز” ربط الاتصال بمسؤولة تواصل مصطفى بايتاس مرات عديدة، لكن الهاتف ظل يرن دون مجيب، إلى أن تم تحويل مكالمتنا إلى المجيب الآلي لتعذر الاتصال.
التعليقات 0