يبدو أن العالم شهد سنة من الكوارث الطبيعية بامتياز، حيث حل زلزال المغرب وفيضانات ليبيا ومجموعة من الكوارث الطبيعية التي هزت قلوب المواطنين في مجموعة من بقاع العالم، ما يحيل على إشكالية مهمة حول الظواهر الطبيعية المتطرفة وعلاقتها بالكوارث الطبيعية كما هو الحال اليوم.
ماذا يقع في العالم؟
يرى مصطفى بنرامل، خبير بيئي، أن مع ارتفاع درجات الحرارة السطحية العالمية، فمن المحتمل حدوث المزيد من حالات الجفاف وزيادة شدة العواصف. ومع تبخر المزيد من بخار الماء في الغلاف الجوي، فإنه يصبح وقودا لنشوء عواصف أكثر قوة. كما يمكن أن تؤدي زيادة الحرارة في الغلاف الجوي وارتفاع درجات حرارة سطح المحيط إلى زيادة سرعة الرياح في العواصف الاستوائية.
وأضاف مصطفى بنرامل، في اتصال مع “آش نيوز”، أن مجموعة من العلماء توقعوا أن الآثار الطويلة لتغير المناخ سوف تشمل انخفاض الجليد البحري وزيادة ذوبان التربة الصقيعية، وزيادة موجات الحرارة والأمطار الغزيرة، وانخفاض موارد المياه في المناطق شبه القاحلة.
وأبرز الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن لهذه الظواهر تأثيرات كبيرة على القارات، من بينها القارة الإفريقية، إذ من المتوقع أن يتعرض ما بين 75 إلى 250 مليون شخص لزيادة الإجهاد المائي، ومن الممكن أن تنخفض غلات الزراعة البورية بنسبة تصل إلى 50 في المائة في بعض المناطق، وقد يتعرض الإنتاج الزراعي، بما في ذلك الحصول على الغذاء، للخطر الشديد.
منطقة نشطة زلزاليا
وأشار مصطفى بنرامل، إلى نموذج زلزال الحوز، مؤكدا أن دوائر المسح الجيولوجي والجوي تقوم بإنشاء خرائط تفصيلية للشواطئ والأراضي والكثبان الرملية والمنحدرات الساحلية لبلدانهم وكذا بلدان العالم، وهذا ما وقع في زلزال الحوز نواحي مراكش، إذ أعلنته الهيأة المغربية بالتزامن مع الهيآت الأوربية والأمريكية والآسيوية التي أكدت حدوثه في نفس التوقيت.
وتابع الخبير البيئي قائلا إن الهزة الأرضية في المغرب كانت متوقعة، حيث المنطقة التي وقع بها الزلزال هي مكان نشط زلزاليا، مشيرا إلى أن آخر زلزال حدث فيها كان سنة 1960 وأوقع الآلاف من الضحايا بمدينة أكادير ونواحيها.
وأبرز مصطفى بنرامل أن الزلالزل تحدث في المنطقة نتيجة تقارب حركة القارة الإفريقية مع حركة القارة الأوربية بمعدل حوالي 1 سنتيمتر سنويا، وهو ما يسبب زلازل في جميع المناطق المطلة على الحزام، وهي عميقة جدا في دول مثل قبرص وجنوب غرب تركيا واليونان وإيطاليا والجزائر.
صيف الكوارث
وأوضح مصطفى بنرامل، أن ظاهرة الاحتباس الحراري ليست سوى جانب واحد من تغير المناخ، مضيفا أن مصطلح الاحتباس الحراري يشير إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية نتيجة لزيادة تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، في حين يشير مصطلح تغير المناخ إلى التغيرات المتزايدة في مقاييس المناخ على مدى فترة طويلة من الزمن، بما في ذلك أنماط هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرياح.
وعلى صعيد آخر، أضاف الخبير البيئي، في اتصاله بالموقع، أن العالم عرف خلال صيف 2023، كوارث طبيعية من نوع آخر، ناجمة عن التغيرات المناخية أيضا، والتي لا يزال العالم يواجهها نتيجة كارثة حرائق الغابات، تلك الحرائق التي كلفت أوربا وشمال إفريقيا وكندا وهواي والفلبين أضرارا جسيمة لم يشهدها العالم حتى الآن، إذ اجتاحت الحرارة الشديدة البحر الأبيض المتوسط من اليونان إلى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا هذا الصيف.
التعليقات 0