أكد مصطفى بنرامل، الخبير البيئي، ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن الطاقات المتجددة تعد الخيار الأمثل لدحر الوقود الأحفوري وتجنب الآثار الوخيمة لتغير المناخ، في ظل التغير المناخي.
الوقود الأحفوري
وكشف مصطفى بنرامل، في مقال يتوفر “آش نيوز”على نسخة منه، أن جل دول العالم خلال سنة 2023 عرفت العديد من الكوارث الطبيعية من أعاصير وعواصف وفيضانات وحالات جفاف حاد ومتردد، والتي كانت ناجمة عن آثار تغير المناخ، نتيجة الاستهلاك المتزايد للوقود الأحفوري وكثافة انبعاثات الغازات الدفيئة للأنشطة البشرية.
وتابع الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن المغرب، مثله مثل العديد من البلدان الأخرى، تأثر بالتداعيات العالمية لتغير المناخ، مما جعله يتخذ القرار ليكون من أولى الدول المعتمدة على الطاقات المتجددة وفق إستراتيجيته من أجل التخفيف من هذه الآثار والتكيف والتأقلم معها.
وأوضح مصطفى بنرامل، أن الطاقات المتجددة لم تكن خيار المغرب من أجل البيئة، بل كان التزاما بتعزيز القدرات في هذا المجال، ليكون رائدا في مجال الطاقة المتجددة من جهة، وذلك من خلال زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بالمغرب، لتقارب نسبة 52 في المائة، بحلول 2030.
الأمونياك الأخضر
وتابع مصطفى بنرامل، في المقال نفسه، أن زيادة حصة المغرب من الطاقة المتجددة، جاء بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 20 في المائة، ومن أجل المساهمة في إزالة الكربون، وسلك الطريق نحو الحياد الكربوني في المستقبل.
وأضاف الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن المغرب اعتمد على قدرته في استغلال موارده الشمسية والريحية لإنتاج الأمونياك الأخضر، الخالي من الكربون، والذي يعد فرصة إستراتيجية حقيقية للبلاد، نظرا للتكامل الطبيعي لهذا المنتج مع الفوسفاط، الذي يعد المغرب ثاني أكبر منتج له في العالم. وهذا ما يجعل التحول الطاقي الأخضر أصبح أمرا ملحا وحتميا لكل الإنسانية.
الهيدروجين الأخضر
وفي إطار تطوير مصادر الطاقة المتجددة، أكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن المغرب وضع لنفسه إستراتيجية طاقية من بين أهدافها إنتاج طاقات متجددة، بما يمثل أكثر من نصف مزيج الطاقة في أفق 2030، ما سيمكنه من التخلص من التبعية الطاقية من الموارد الأحفورية، إذ ستنخفض النسبة من 88 في المائة إلى 35 في المائة بحلول 2040، وأقل من 17 في المائة بحلول 2050.
وأشار مصطفى بنرامل، إلى أن المغرب اليوم لديه إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة من طاقة شمسية وطاقة رياح وفيرة، وقد استثمر كثيرا في تقنيات الطاقة المتجددة الجديدة، لضمان مستقبل مستدام، إذ يمتلك سجلا حافلا في هذا المجال.
وأضاف مصطفى بنرامل، في المقال نفسه، قائلا: “في عام 2016، كان المغرب أول دولة في إفريقيا تبني محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاوات بمدينة ورززات. ويتعلق الأمر بمشروع نور1 الذي تلاه نور2 ونور 3 ونور4 ومحطات أخرى بسعة إجمالية فاقت 1400 ميغاوات، بالإضافة إلى الطاقة الريحية، قبل أن يطلق المغرب، في 2021، مشروعا ضخما لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والذي يهدف إلى إنتاج 100 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر.
خيار مهم
ويراهن المغرب على الطاقات المتجددة، ويعتبرها خيارا مهما من ناحية تطوير التقنيات الجديدة الابتكارية والاقتصادية، وفرصة للحد من التبعية الطاقية وتحسين القدرة الشرائية والرفع من تنافسية الصناعات والحسابات العمومية، وكذا تعزيز تموقعه كرائد إقليمي في هذا المجال.
وفي ظل التغيرات المناخية، أثبتت الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، أنها الحل الأقل تكلفة من الوقود الأحفوري من الناحية المالية والبيئية في كل بلدان العالم التي اتخذت هذا النهج، وفرصة للباقي للتحفيز واتخاذ القرار من أجل التخلي على مصادر الطاقة الأحفورية.
التعليقات 0