بعد التساقطات المطرية الأخيرة، وجد المتضررون من زلزال الحوز أنفسهم في أزمة أخرى بسبب الظروف الاستثنائية التي يعيشونها، وهذا ما أكدته الصحفية ريحانة الشطيبي، في حديثها ل”آش نيوز”، واصفة الوضع بالصعب للغاية، حيث الساكنة في القرى والبوادي تكابد عناء الشتاء والمعيشة في الخيام التي لا تكاد تحميهم من الريح.

قساوة المناخ

وأضافت ريحانة الشطيبي، بعد رصدها الوضع عن قرب، أن السكان في منطقة الحوز يعيشون حاليا في حالة مزرية لأنهم لا يتوفرون على خيم جيدة، والأغلبية غمرت المياه خيامهم بسبب الأمطار الغزيرة، حيث تضررت مستلزماتهم الخاصة، في ظل غياب أي تدخل من السلطات.

وأبرزت ريحانة الشطيبي، أن السكان، بعد منحهم الخيام، ظلوا يعيشون على أمل التعويضات التي لا وجود لها إلى حدود الساعة، وتابعت قائلة: “الناس في البوادي يعانون قساوة العيش، حيث يقومون بإزالة المياه بالأدوات المتوفرة لديهم وليس لهم أي حل سوى الصبر في انتظار التعويض والوعود المقدمة”.

وضع استعجالي

من جانبه، يرى المحلل الاجتماعي محسن بنزاكور، أن الخيام التي وفرتها الدولة سواء تلك المصنوعة من القماش أو البلاستيكية، كلها اليوم باتت حلولا غير كافية، لأن الدولة في حلها للأزمات تلجأ للحلول الاستعجالية كخطوة أولى في انتظار تفعيل الخطط المرتقبة بخصوص التعويضات التي على الأقل ستأخذ أكثر من سنتين قبل تفعيلها.

وأضاف محسن بنزاكور، في اتصال مع “آش نيوز”، قائلا “الخيام غير كافية في ظل غزارة الأمطار، ونحن نعرف أن المناطق الجبلية يكون فيها البرد قاسيا جدا وظروف المعيشة قاسية، والأسوأ أنه من المرتقب هطول الثلج، وهو الأكثر برودة ووعورة من المطر”.

حلول بديلة

وبخصوص الحلول البديلة، كشف محسن بنزاكور، أن الرؤية المستقبلية للتعويضات بعيدة في الوقت الحالي، لذلك يجب التفكير في الحلول الممكنة، كفتح المدارس أو الداخليات لاستقبال المتضررين أو مستودعات الملابس داخل الملاعب، أو أي فضاء قابل لحماية السكان من الشتاء والثلوج.

وأشار المحلل الاجتماعي محسن بنزاكور، إلى أن الخيم تصلح في ظرفية فيها استقرار على مستوى الطقس، لهذا الحلول الآنية هي التي تصلح، فسكان المناطق المتضررة في حاجة ماسة إلى مراكز مؤهلة للإيواء، في انتظار أن تمر هذه الأزمة وأن يعودوا للخيم من جديد، لأننا لا نتوفر على بدائل أكثر.

وطأة  الشتاء

جدير بالذكر، أن الناجين من زلزال الحوز، باتوا يفترشون العراء بسبب فقدان مساكنهم جراء الزلزال. وتوجسا من وقوع هزات ارتدادية محتملة فر الجميع من مسكنه غير القابل للعيش، في وقت يعتبر فيه السكان أن عدد الخيام الموزعة يبقى غير كاف لإيواء جميع المتضررين الذين انهارت منازلهم إما بالكامل، أو عرفت تضررا كبيرا، مطالبين بشكل بملاجئ آمنة لاحتضانهم.

وقد تفاقم الوضع بشكل كارثي وخطير لمنكوبي زلزال الحوز، بسبب الأمطار التي تعرفها مجموعة من المناطق هذه الأيام، في ظل توفرهم على خيام لا تحميهم من البرد والأمطار العاصفية، إذ ناشد سكان منطقة الحوز السلطات إلى إيجاد حل سريع للتخفيف من وطأة فصل الشتاء.