مجرد التفكير في العيش بدون ماء أو طريق، تجعل المرء يشعر بعزلة نفسية رهيبة، كذلك هو الوضع في دوار بوزكاو بإقليم سيدي إفني، حيث تستمر المعاناة جراء الجفاف والعزلة والتهميش، لدرجة اضطر فيها السكان إلى الارتواء من مياه الصرف الصحي.

بين الحاجة والكرامة

“عينا منطلبو فالمحسنين حتا ولينا تنحشمو“، هكذا عبر الحسين بوزكاو، فاعل مدني وأحد ساكنة المنطقة، مشيرا إلى أن الوضع أصبح مخجلا بسبب تزايد المطالب والحاجيات، وغياب البنيات التحتية وأبسط متطلبات الحياة في دوارهم المنسي، بما في ذلك الماء الصالح للشرب، لدرجة اضطرت عددا من الساكنة إلى “شرب الماء الحار وسقي بهائمهم به”.

وأضاف الحسين في اتصال مع موقع “آش نيوز“، أن الساكنة اليوم بصدد جمع مبلغ مالي لحفر بئر جديد، بعد محاولة فاشلة جاء بها أحد المحسنين، لكن قساوة الأرض كسرت معدات الحفر وحالت دون تحقيق مبتغاهم، وتابع قائلا: قررنا جمع التبرعات بأنفسنا، حيث ساهم سكان المنطقة بمبالغ متواضعة، تتراوح بين 20 و 200 درهم، كل حسب استطاعته، بينما يتطلب حفر البئر حوالي 12 مليون سنتيم.

مظاهر الجفاف بدوار بوزكاو

وأبرز المتحدث ذاته، أن مطالب الساكنة تتجسد أساسا في الماء وترميم الطرق، واستدل على حجم معاناتهم جراء المطلب الثاني بالقول: في حالة اقتنى أحد الساكنة كمية من الدقيق بـ 50 درهم سيحتاج في المقابل إلى 150 درهم لإيصالها إلى بيته، نظرا لصعوبة الطريق والمبالغ المكلفة لاجتيازها.

عزلة وتمييز

من جهته، قال الوضح محمد، الذي يقطن هو الآخر بدوار بوزكاو: على الرغم من الزيارة التي قام بها مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أثناء فترة الانتخابات، والتي قدم من خلالها وعودا للساكنة، ظل الأمر كما هو عليه، واتضح أن وعوده فارغة.

وزاد المتحدث ذاته، في حديثه إلى الموقع، أن الساكنة تعاني العزلة والتمييز كذلك، نظرا للموقع الجغرافي الذي تقع فيه المنطقة بين جماعتين، فيما تشهد الدواوير القريبة منها حركية على مستوى الترميم وتنفيذ تعليمات الملك محمد السادس المتعلقة بفك العزلة عن هذه المناطق.

ورصد الوضح محمد، إشكاليات أخرى من بينها الترويج السياحي للمنطقة عبر دراجات “الكواد“، التي تفسد ما تم إصلاحه في الطريق،مشيرا إلى أن الترميمات البسيطة التي يقومون بها كلها من مالهم الخاص.

وأضاف قائلا: نحمل المسؤولية للمجلس الجماعي، ومطلبنا هو توفير بئر صغير يسد حاجة هذه الساكنة الصغيرة، إلى جانب استغلال الطاقة الشمسية لصالح المنطقة.