لفظ محمد بن ددوش، الإعلامي الجزائري وأحد أيقونات الإذاعة المغربية، اليوم الاثنين 20 نونبر 2023 بالرباط، أنفاسه الأخيرة بالرباط، عن عمر يناهز 94 سنة.
إعلاميون ينعون الراحل
ونعى العديد من الإعلاميين، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفاة الإذاعي المخضرم بن ددوش، من بينهم محمد العلمي، الذي قال “كبرنا مع صوته الجهوري وإلقاءه المتميز وكانت تقاريره ومراسلاته الإذاعية تخلق الانطباع بأن الأمر يتعلق بخبر جلل حتى لو تعلق الأمر بخبر عادي.. حظيت بزمالته عن بعد في تسعيينيات القرن الماضي حينما كان متعاونا مع القسم العربي لإذاعة صوت أمريكا باسمه الفني “علي أبو يوسف” وكان المرء يحس وهو يتحدث معه بالتلفون أنه بالفعل أمام قامة إذاعية كبيرة يطبعها نبل وتواضع الكبار”.
“الفاسي” ابن تلمسان
من جهته، قال الإعلامي عبد الرحيم الفارسي، في رثاء الراحل بن ددوش: “كان يتذكره الأجداد متابعا لعودة محمد الخامس وأسرته من المنفى عام 1955، مثلما يتذكر الآباء صوته الحماسي على أمواج الأثير إبان المسيرة الخضراء أواخر عام 1975، وأتذكره وزملائي في المهنة مديرا للإذاعة الوطنية وأحد أقطابها، رجلا مدركا لعمق الأخبار وصاحب نكتة وخفة دم”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “رغم ولعه بفاس التي تلقى فيها تعليمه شبه الجامعي، والرباط التي فيها اشتغل وبرزت مواهبه، ظل بن ددوش محتفظا بحبه لتلمسان التي فيها ولد ومنها ينحدر أهله، ليظل مجسدا لذلك الترابط العضوي والعاطفي والثقافي والروحي الذي مهما تعددت المطبات، فإنه يبقى قويا متماسكا”.
هنا الرباط
وأضاف محمد بوبكار، صحافي القناة الثانية “دوزيم”: “في لقائي الأخير مع الأستاذ بن ددوش، قبل أيام في بيته، تجددت ذاكرتي بمحطاته العظيمة في تاريخ المغرب.. استمعت إلى حكاياته التي تعكس رحلة حافلة بالتفاني والتفرغ لخدمة الإعلام والوطن.. كانت كلماته الرصينة تروي قصة الزمن وتنقلني إلى لحظات تاريخية مهمة.. في ذلك اليوم، أعيدت إلى الحياة عبارتيه الشهيرتين: “هنا الرباط.. إذاعة المملكة المغربية، و أيها المواطنون أيتها المواطنات، صاحب الجلالة يخاطبكم”.
عاصر 3 ملوك
وعرف الراحل بن ددوش، المزداد سنة 1929 بتلمسان الجزائرية، باشتغاله في الإذاعة المغربية، وتميزه بصوت رخيم ودافئ عبر الأثير، حفظته ذاكرة ملايين المستمعين المغاربة طيلة نصف قرن من الزمن، شهد خلالها العديد من الأحداث والتحولات السياسية الكبرى التي بصمت تاريخ المملكة، وعاصر ثلاثة ملوك مغاربة هم الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، ثم الملك محمد السادس.
ودرس الراحل بن ددوش بجامعة القرويين بفاس، ثم التحق بالإذاعة المغربية في 1952، حيث ارتقى في عدة مناصب، وأصبح مديرا لها ما بين 1974 و1986، كما شغل منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشارك بكتابات متنوعة في مختلف الصحف المغربية، وحاز على عدة أوسمة وطنية ودولية.
رحلته مع الميكروفون
ولكي يترك أثره ويخلد ذكراه للأجيال المتعاقبة، وثق محمد بن ددوش ذاكرته الشخصية والمهنية، في كتاب بعنوان “رحلة حياتي مع الميكروفون“، يضم 32 فصلا، موزعة على 583 صفحة، يسرد في سطورها تغطيته لتظاهرات وأحداث بارزة شهدها المغرب، سيما على المستويين السياسي والخارجي.
التعليقات 0