تحل السنة الجديدة ومعها العديد من الأحداث المرتقبة، حيث سيحتفل المغاربة يوم 14 يناير 2024، برأس السنة الأمازيغية أخيرا كعطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر بالمملكة، هذا الحدث الذي ناهض لأجله عدد من الحقوقيين سنوات وسنوات، ليتحقق اليوم ويمكن المغاربة من التعرف على عمق الثقافة الأمازيغية أكثر، حسب ما أكده الحسين آيت باحسين، الباحث في الثقافة الأمازيغية، مبرزا أن هذا الاحتفال يعد حدثا تاريخيا مهما.
عيش مشترك
وتابع الحسين آيت باحسين، في اتصال مع “آش نيوز”، أنه تبعا للإقرار الرسمي باعتبار 14 يناير الميلادي، من كل سنة، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، ينتظر الأمازيغ أن يتم الانتقال بالاحتفاء بالسنة الأمازيغية، من الاحتفالية إلى التحديث والتثمين، ومن طابعها الشعبي إلى الطابع الرسمي والمؤسساتي، باعتماد البحث العلمي والأكاديمي لاستكناه جذور قواسم العيش المشترك.
وقال الباحث الحسين آيت باحسين، في الاتصال نفسه، إن “الاحتفاء بالسنة الأمازيغية ليس فقط ظاهرة احتفالية، وبعدا تقويميا، بل حدث تاريخي، ذو بعد بيئي، كما أنه مناسبة بمثابة مطلب سياسي يتمثل في الاحتفاء بالهوية المغربية، وفي تفعيل مقتضيات دستور 2011”.
ذاكرة تراثية
وفيما يتعلق بعمق الثقافة الأمازيغية وإمكانية الكشف عن هذه الثقافة، أبرز الحسين آيت باحسين، أن “هذا الاحتفاء يعتبر تثمينا للفلاح المرتبط ارتباطا وطيدا بالطبيعة وبقضايا البيئة، وللمرأة التي حافظت على الموروث الثقافي العريق، ومساهمتها في تمرير الذاكرة التراثية والثقافية لأجيالنا المستقبلية”.
وأشاد الباحث الأمازيغي بقرار إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدّى عنها، مشيرا إلى أنه يعتبر إنصافا للقضية الأمازيغية وفق ما تستدعيه ثقافة الاعتراف.
جدير بالذكر، أن مجلس الحكومة سبق وصادق يوم 23 نونبر 2023، على مشروعي مرسومين يتعلقان بتحديد يوم 14 يناير عيدا وطنيا مؤدى عنه، في القطاعين العام والخاص، قدمتهما غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.
التعليقات 0