وسط هتافات “الباميين”، “وهبي ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح”، أعلن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، عدم ترشحه لولاية أخرى على رأس الحزب، فاسحا المجال لأسماء أخرى لإعلان ترشيحها للأمانة العامة.
استقرار سياسي
وقال عبد اللطيف وهبي، الذي يحمل في الوقت نفسه حقيبة العدل في حكومة أخنوش، في كلمته التي ألقاها اليوم (الجمعة) بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب ببوزنيقة، إن السياق الذي ينعقد فيه المؤتمر يؤكد أنه رغم الصعوبات الاقتصادية والظروف المناخية الداخلية وكثرة التحديات، فلابد من الاعتراف بوجود العديد من المظاهر الإيجابية والبناءة في مختلف مناحي الحياة العامة للمغاربة، راكمتها بلادنا بفضل ذكائها الجماعي وإيمانها بالعمل المشترك تحت قيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس، لعل أبرزها الاستقرار السياسي الديمقراطي الذي ما فتئ يتجسد في سلوكيات مختلف الفاعلين السياسيين داخل البلاد، ويتعمق كواقع لا رجعة فيه داخل المؤسسات الدستورية التي تشتغل كصرح مؤطر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا.
فراغ خطير
وأضاف وهبي، في كلمته التي يتوفر “آش نيوز” على نسخة منها، قائلا: “ما نلاحظه كحزب ديمقراطي يشارك لأول مرة في الحكومة هو الغياب شبه التام للنقاش الفكري السياسي الديمقراطي لمشاريعنا وبرامجنا الحكومية”، معتبرا غياب النقاش السياسي العقلاني من الوسطاء السياسيين الديمقراطيين داخل فضاء المؤسسات الدستورية أدى إلى فراغ خطير، سيملؤه خطاب شعبوي فارغ داخل مواقع التواصل الاجتماعي، في معظمه غير سياسي ولا فكري، يشتغل على فهم ونقد السياسة الحكومية بطريقة سطحية شعبوية وحتى عدوانية، من أجل تصفية حسابات ذاتية ضيقة أحيانا، وأحيانا أخرى من أجل أرباح وعائدات ناتجة عن مسخ في صورة اليوتوب وتفاهة في تيكتوك بواسطة تهريج يهدف إلى النيل من شخصيات حكومية أو إقحام بعض القضايا الحزبية في تداول حكواتي رديء وبئيس، يستغل مع الأسف عاطفة بعض المتلقين، فيحاول بهذا النقاش الرديئ أن يعوض التناظر بالأفكار والبرامج والوقائع بأسلوب يحترم ذكاء أغلبية الرأي العام الوطني، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى “نسيان أصحاب القرار بالأمس كل ما فعلوه أو لم ينجزوه من موقع تواجدهم داخل القرار الذي نحن فيه، والذي يحولونه اليوم إلى أحكام ضدنا ويتحولون معه إلى خصم وحكم”.
إصلاحات تاريخية
وأضاف وهبي، في كلمته نفسها، أن سوء حظ حزب الأصالة والمعاصرة، أو ربما الحكومة برمتها اليوم، هو أنها تطبق إصلاحات تاريخية عميقة دون مواكبتها بنقاش عمومي ديمقراطي يجعل هذه الإصلاحات تتمتع بوضوح في وعي المواطنات والمواطنين”.
التعليقات 0