تضج مواقع التواصل الاجتماعي، في الفترة الأخيرة، بحملات شرسة شنها عدد من الذكور، ضد إحدى المؤثرات التي صرحت بأنها لا تقبل الارتباط بشخص محدود ماديا، وترفض أن يرغمها زوج المستقبل على مشاركة واقتسام الأعباء المالية. وفي هذا الصدد، أوضحت سارة عفيفي، الأخصائية في العلاقات الأسرية والعاطفية، أن الحملات التي رافقت تصريح الفتاة غير مبررة، ودافعها هو العنف ضد الجنس الآخر بعيدا عن المنطق.
تحديد مسار العلاقة
وأشارت سارة عفيفي، أن الإشكال ليس في مسألة من سيصرف على الأسرة، بل في عدم وضع النقاط على الحروف منذ البداية، مشددة على أهمية التوافق في عدد من النقاط قبل خوض غمار الزواج، ومن أهمها إزالة قناع المثالية والقواعد الراسخة لدى الأسر بدون وعي تام، لتحديد مسار العلاقة من الجانب المادي.
وأوردت الأخصائية نفسها، أن الرجل المغربي ليس عاجزا عن القيام بدوره الطبيعي في قيادة الأسرة دون الحاجة إلى راتب زوجته، لكن من واجب المرأة في الوقت الحالي، إذا كان لديها مدخول محترم، أو تعيش مستوى ماديا لائقا، أن تساعد الزوج، خاصة إذا كان في فترة مادية صعبة.
المنظور الديني
وقدمت سارة عفيفي، نموذجا بالرسول محمد (ص)، قائلة: “كانت زوجته خديجة رضي الله عنها تشتغل في التجارة، وكانت أكبر منه سنا، كان يساندها وتسانده”، مبرزة أن الدين يوصي أيضا بالتعاون والود بين الزوجين، بعيدا عن الصراعات التي يكون حلها من خلال النقاش السليم والمنطقي.
وبخصوص إشكالية صراع الطاقات الأنثوية والذكورية، الذي يروج في المواقع، أكدت الأخصائية ذاتها، أن حاجة الرجل للمرأة والتي لا يعبر عنها غالبا، لا تعتبر ضعفا، في ظل الصعوبات المادية والمعنوية الحالية، ومساندة المرأة لزوجها ماديا لا تعتبر “عيبا” كما يروج العديد من “الفيسبوكيين” ذكورا وإناثا، مشيرة إلى أنه من الضروري التخلص من القيود التي من أبرزها المقارنات بين الآخرين وتأثير آراء الغير.
“معاملة الأميرة”
ومن منظور آخر، تداول عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من النساء، في الفترة الأخيرة، آراء تفيد أن تعريف “الرجل” بصفة عامة، شهد تحولات بنيوية، إذ انتقل من صفات “الفحولة” و”الشهامة”، إلى مجرد “ذكر”، يطالب بـ”معاملة الأميرات”، وأصبحت النساء ترى فيه كائنا عاجزا عن المبادرة والتسيير، ولا يعتمد عليه.
التعليقات 0