أكد البنك الدولي، في تقرير جديد، أن القضاء على الفقر الذي يؤثر على حوالي نصف سكان العالم قد يستغرق أكثر من قرن، معربا عن قلقه إزاء وتيرة التقدم البطيئة لتحقيق هذا الهدف.
ووفقا للتقرير المعنون ب “الفقر والرخاء والكوكب”، فإن 44 في المائة من سكان العالم الذين يعيشون في فقر قد لا يتمكنون من الخروج منه في الإطار الزمني المحدد.
انتكاسات خطيرة في جهود التنمية
وأوضح أكسل فان تروتسنبرغ، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي، أن العالم يواجه تحديات متقاطعة مثل تباطؤ النمو الاقتصادي، جائحة كورونا، ارتفاع الديون، الصراعات والهشاشة، إلى جانب تأثير تغير المناخ. وأضاف أن هذه العوامل تجعل القضاء على الفقر المدقع مهمة شبه مستحيلة دون “إعداد دليل جديد للعمل الإنمائي”.
ويشدد التقرير على ضرورة تكييف السياسات الإنمائية حسب معدل دخل كل بلد. ففي البلدان منخفضة الدخل، يتطلب تحقيق النمو الاقتصادي زيادة الاستثمار في خلق فرص العمل، وتعزيز رأس المال البشري، وتحسين الخدمات العامة. أما بالنسبة للبلدان متوسطة الدخل، فيجب التركيز على زيادة الدخل بطريقة تقلل من التعرض للصدمات، مع الحد من كثافة انبعاثات الكربون.
القضاء على الفقر المدقع لا يزال بعيد المنال
ويشير التقرير إلى أن هدف القضاء على الفقر المدقع بحلول 2030 قد أصبح بعيد المنال، خاصة في البلدان منخفضة الدخل، حيث يتوقع أن يستغرق الأمر عقودا إضافية لتحقيقه.
ويعيش حوالي 700 مليون شخص، أي 8.5 في المائة من سكان العالم، على أقل من 2.15 دولار في اليوم، ويتركز الفقر المدقع في إفريقيا جنوب الصحراء.
كما يسلط التقرير الضوء على تأثير تغير المناخ، موضحا أن 1 من كل 5 أشخاص في العالم، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء، يتعرضون لخطر التدهور المعيشي بسبب هشاشة أوضاعهم الاقتصادية أمام الصدمات المناخية.
التعليقات 0