في إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، أعلنت مؤخرا عن انطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للمدن، خاصة في العاصمة الرباط. ومع هذا التقدم في التصاميم والمشاريع، شدد الحقوقي عبد الواحد زيات على ضرورة مراعاة هوية الأحياء الشعبية في هذه المشاريع التنموية.
الأحياء الشعبية
وأكد عبد الواحد زيات، في تصريح لـ“آش نيوز”، أن كرة القدم، على مر التاريخ، كانت وما زالت رياضة شعبية تنبع من الأحياء البسيطة، وهذه الرياضة التي أنجبت أفضل اللاعبين على مستوى العالم، مثل البرازيل التي قدمت العديد من النجوم الكروية، لم تقم أبدا بإبعاد الأحياء الشعبية أو طمس هويتها، بل سعت إلى تعزيز جمالية هذه الأحياء من خلال اللوحات البيئية والرسوم الفنية.
وأشار زيات، إلى أنه لا يمكن المراهنة فقط على تحويل العديد من تصاميم التهيئة في المدن إلى فنادق فاخرة وأحياء راقية، فهذه المشاريع، يقول الحقوقي، رغم أهميتها، يجب أن تراعي العدالة الاجتماعية والمجالية، وتسهم في تحسين وضع الأحياء الشعبية بدلا من إبعاد سكانها عن محيطهم الأصلي.
وتابع قائلا: “كأس العالم 2030 يجب أن يكون فرصة لتوسيع دائرة المشاركة الاجتماعية وفتح آفاق جديدة للجميع، من خلال تعزيز حقوق ساكنة الأحياء الشعبية”.
فرص لتعزيز العدالة الاجتماعية
وأضاف عبد الواحد زيات، أن كأس العالم ليس مجرد حدث رياضي بل هو محطة هامة لإعادة خلق فرص جديدة للانخراط الجماعي في التنمية. كما يجب أن يكون فرصة لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحسين ظروف حياة الأحياء الشعبية وساكنتها، وليس مجرد عملية إزاحة وتهميشهم لمصلحة مشاريع الفخامة، مبرزا أن التوازن بين التقدم العمراني والحفاظ على هوية هذه الأحياء يعد أساسياً لضمان استفادة جميع الفئات من تطور البلاد.
وأورد الحقوقي ذاته، أن تحضيرات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 تمثل فرصة حقيقية لإعادة النظر في تصميم المدن بما يتناسب مع تطلعات الجميع. ولكن من المهم أن تظل الأحياء الشعبية جزءا من هذه الرؤية التنموية، وأن تمنح الفرصة للاستفادة من المشاريع التنموية من خلال تعزيز هوية هذه الأحياء وجعلها جزءا من الجمالية الحضرية، بدلا من تهميشها.
التعليقات 0