نقاش تراجع تدريس الأمازيغية في المؤسسات يعود إلى الواجهة
علق الباحث في القضية الأمازيغية والمفكر أحمد عصيد على احتجاجات أساتذة اللغة الأمازيغية التي نظموها مؤخرا، مطالبين بتصحيح أوضاعهم داخل المؤسسات التعليمية وتحسين تدريس اللغة الأمازيغية، مؤكدا ن هذه الاحتجاجات تأتي في وقت حساس يشهد تراجعا كبيرا في عدد التلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية، مشيرا إلى أن هذا التراجع يتطلب وقفة تأمل لمعرفة أسبابه.
تراجع تدريس اللغة الأمازيغية
وأوضح الباحث في تصريح لـ“آش نيوز”، أن اللغة الأمازيغية دخلت النظام التعليمي منذ سنة 2003، حيث بدأت تدريسها في عدد محدود من المدارس، وزاد هذا العدد تدريجيا من 633 مدرسة إلى 1000 مدرسة.
ورغم هذا التوسع في بداية الأمر، إلا أن الوضع شهد تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ففي عام 2010، بلغت نسبة التلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية 14%، بينما في سنة 2022 تراجعت هذه النسبة إلى 9%، ما يعكس تدهورا كبيرا في وضع تدريس اللغة الأمازيغية، يقول عصيد.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن أساتذة اللغة الأمازيغية نظموا تنسيقيات وبدأوا في التواصل مع الوزارة الوصية من أجل تحقيق مطالبهم وعموم تدريس الأمازيغية في المدارس، ولكن للأسف، كانت هناك ردود فعل معاكسة.
وأضاف أن آخر مذكرة صادرة عن الوزارة بشأن تدريس الأمازيغية تعود إلى عام 2012، مما يعكس بشكل جلي الإهمال الذي تعرضت له هذه اللغة.
تهميش أساتذة الأمازيغية
وأدان عصيد المعاملة غير اللائقة التي يتعرض لها أساتذة الأمازيغية، مشيرا إلى أنهم يجبرون على اجتياز امتحان مباريات التعليم باللغة الأمازيغية بالإضافة إلى لغات أخرى، وهو ما يعتبره الباحث إهانة للغة الأمازيغية، إذ يتم التعامل معها وكأنها مادة اختيارية.
وأضاف أحمد عصيد أن هناك أولويات يجب على الوزارة تنفيذها الآن من أجل إنقاذ تدريس اللغة الأمازيغية، أبرزها إعادة الاعتبار لأستاذ الأمازيغية ومنحه حقوقه كاملة، وأن لا يكون وجوده مرتبطا فقط بسد الخصاص.
كما أكد على رفضه لتكوين الأساتذة في مواد أخرى غير تخصصهم، مشددا على ضرورة أن يكون تكوين أستاذ الأمازيغية مرتبطا فقط بتخصصه اللغوي.
ودعا أحمد عصيد الوزارة الوصية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على كرامة أستاذ الأمازيغية وإعطاء هذه اللغة مكانتها الحقيقية في النظام التعليمي، لتبقى جزءا من الهوية الثقافية للمجتمع المغربي.
تعليقات 0