باحث: الإسلام كرم المرأة ومنحها حقوقها في النفقة والإرث
أكد خالد التوزاني، باحث في المجال الديني ورئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي، أن الإسلام أولى المرأة اهتماما خاصا، فاعتبرها جزءا أساسيا من بناء الأسرة والمجتمع.
المرأة والمسؤولية
وبخصوص الجدل الأخير المتعلق بالمدونة والتعديلات التي خلقت صراعا بين فئات مختلفة داخل المجتمع، أوضح التوزاني أن الإسلام منح المرأة حقوقا مضمونة، وفرض عليها واجبات تتناسب مع دورها الجوهري في الحياة الأسرية.
وقد أورد خالد التوزاني في اتصال مع “آش نيوز”، أن الإسلام يركز على ضرورة تحقيق التوازن بين واجبات المرأة وحقوقها، مع تعزيز قيم العدل والإنصاف في معاملتها، مشيرا إلى أن النظرة الإسلامية للمرأة تركز على دورها كمربية، زوجة، وأم، وقد أظهرت هذه النظرة كيف أن المرأة تعتبر شريكة أساسية في بناء المجتمع واستقراره.
أوضح التوزاني أن الإسلام يعتبر الأم حجر الزاوية في بناء الأسرة والمجتمع، فقد خصها بمكانة عظيمة في التربية والرعاية، بل جعل برها وطاعتها من أولى الأولويات.
وأضاف أن الحديث النبوي الشريف “أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك” يظهر المكانة الرفيعة التي يحتلها دور الأم في الإسلام، ومن خلال هذا التوجيه، يرسخ الإسلام فكرا يعلي من قيمة الأم ودورها المحوري في التربية، ويؤكد على ضرورة الإحسان إليها وتكريمها.
وأكد خالد التوزاني أن المرأة في الإسلام تعتبر زوجة لها حقوقها وواجباتها في العلاقة الزوجية، وتلعب دورا محوريا في ضمان الاستقرار العاطفي والنفسي للأسرة، حيث قال الله تعالى في سورة الروم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”.
وأشار خالد التوزاني إلى أن الجدل المرتبط ببعض الفقهاء وبعض المعارضين لمقتضيات مدونة الأسرة الجديدة، بات خارجا عن نطاق الإسلام الحقيقي، الذي يرى أن العلاقة الزوجية تقوم على أساس من المودة والرحمة، وهي علاقة تبادلية تضمن لكل طرف حقوقه، كما أن المرأة ليست مجرد شريكة للرجل، بل هي مصدر للسكينة والاستقرار داخل الأسرة.
حقوق المرأة في الإسلام
وأورد التوزاني أن الإسلام قد أرسى حقوقا مادية ومعنوية للمرأة داخل الأسرة، فإلى جانب حقوقها في النفقة والميراث، وضعت الشريعة الإسلامية نظاما يراعي خصوصية المرأة وأدوارها داخل الأسرة.
وأضاف أن الإسلام يؤكد على التوازن بين المسؤوليات والحقوق بين الرجل والمرأة، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، فالمرأة مسؤولة عن إدارة شؤون بيتها وأبنائها، تماما كما الرجل مسؤول عن إعالة وحماية أسرته.
الإسلام ودور المرأة
وأكد خالد التوزاني أن الإسلام لم يغفل عن دور المرأة في المجتمع بشكل عام، بل أتاح لها فرص التعليم والمشاركة في مختلف المجالات، فقد أورد مثال نساء الصحابة والتابعين اللاتي أسهمن في مجالات العلم والدعوة والعمل الخيري.
وبذلك، يؤكد التوزاني أن الإسلام يرى المرأة ليست محصورة فقط في واجباتها الأسرية، بل هي أيضا جزء فاعل في الحياة العامة، وقد ساهمت عبر التاريخ في بناء المجتمع وتنميته.
وأكد خالد التوزاني أن دور المرأة في الإسلام يبرز باعتبارها ركيزة أساسية في الأسرة والمجتمع، بتكريمها وضمان حقوقها، يظهر الإسلام دورها الجوهري في تحقيق التوازن والاستقرار في الحياة الأسرية والمجتمعية، وتعتبر الرؤية الإسلامية للمرأة شريكا فاعلا في مسيرة الحياة الإنسانية، من خلال العدل والاحترام الذي يضمن لها مكانتها في كافة جوانب الحياة.
تعليقات 0