من المنتظر أن تنعقد اللجنة العليا المغربية الموريتانية المشتركة في مارس 2025، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في حدث دبلوماسي ضخم من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على العلاقات بين البلدين، خصوصا في إطار تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

قمة بين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الغزواني

وتعد القمة المقبلة بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بمثابة تتويج للتطورات العميقة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين. فبعد سنوات من التباعد، يظهر الآن تحول ملموس يعكس التعاون المتزايد بين الجانبين، وهي ثورة دبلوماسية هادئة تعيد رسم ملامح المنطقة الجيو سياسية.

مشروع خط أنابيب الغاز بين إفريقيا والأطلسي

ومن أبرز ملامح التعاون بين البلدين هو مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، مرورا بموريتانيا. هذا المشروع الضخم، الذي يعتبر حجر الزاوية للخطط التنموية في المنطقة، يعكس الطموحات المشتركة في بناء بنية تحتية طاقية توفر الطاقة لدول غرب إفريقيا، بالإضافة إلى المبادرات الرامية إلى تطوير الطاقة المتجددة في المنطقة.

تحولات اقتصادية وتنموية مشتركة

ويجسد هذا التقارب بين المغرب وموريتانيا رؤية استراتيجية تهدف إلى ربط بلدان الساحل بالمحيط الأطلسي، مما يسهل التعاون اللوجستي والتجاري. ويعتمد هذا التحالف على الموقع الاستراتيجي لموريتانيا وتجربة المغرب في تطوير بنية تحتية لوجستية متكاملة، مما يفتح فرصا للتنمية الاقتصادية لدول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

الصيد البحري: شراكة استراتيجية لتكامل القطاعات

ومن جهة أخرى، يتعين على التعاون بين البلدين في قطاع الصيد البحري أن يتجاوز مجرد إدارة حقوق الصيد. فالتعاون الذي يجري التحضير له يهدف إلى تحقيق تكامل بين الصيد البحري والمعالجة، من خلال الاستفادة من الخبرات المغربية في إنتاج المنتجات البحرية والموارد السمكية الغنية التي تتمتع بها موريتانيا.

البنية التحتية والشراكات اللوجستية

ويشكل التعاون في مجال البنية التحتية ركيزة أساسية لهذا التحالف الاستراتيجي، حيث يشمل تحديث الطرق العابرة للحدود وتطوير منصات لوجستية مشتركة، مما يعزز الشبكة الإقليمية بين البلدين ويستجيب للتحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة.

التعليم والتدريب

وفي مجال التعليم والتدريب، تتضاعف برامج التبادل الأكاديمي بين البلدين، مع إنشاء مراكز تميز مشتركة في مجالات مثل الزراعة الصحراوية وإدارة الموارد المائية والطاقة المتجددة. ويساهم هذا التبادل المعرفي في تحقيق التنمية المستدامة ويضع أسس التعاون طويل الأمد بين المغرب وموريتانيا.

وتشكل القمة المغربية الموريتانية في 2025 لحظة فارقة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيتوج التعاون المشترك في مجالات حيوية مثل الطاقة والصيد البحري، مع التركيز على تطوير البنية التحتية والتعليم، مما يمهد الطريق لتحقيق استدامة اقتصادية إقليمية تساهم في تقدم إفريقيا بأسرها.