بشرى ملاك: “رحمة” نجح لأنه كان واقعيا ويشبه الناس
كاتبة السيناريو قالت إن المسلسل أكد أن الدراما المغربية قادرة على المنافسة ومكن منصة شاهد من فتح سوق جديدة في أوربا

تمكن مسلسل “رحمة”، الذي لعبت بطولته منى فتو وعبد الله ديدان وعدد من الأسماء الواعدة، من استقطاب جمهور واسع خلال عرضه في الموسم الرمضاني الماضي، سواء أثناء مروره في قناة “إم بي سي 5″، أو في منصة “شاهد”، حيث تمكن من التربع على عرش “الطوندونس” مغربيا وأوربيا، ونافس بقوة “أعتى” المسلسلات الدرامية المصرية والسورية على المنصة، في سابقة من نوعها لدراما مغربية.
ثالوث النجاح.. سيناريو جيد ومخرج متمكن وإنتاج في المستوى
بشرى ملاك، كاتبة سيناريو “رحمة”، كانت واثقة من جودة المسلسل، لكنها لم تكن تتوقع، لا هي ولا فريق العمل، أن يحقق كل هذا النجاح، واعتبرت أن عوامل عديدة تقف وراء ذلك، وعلى رأسها سيناريو جيد ومخرج متمكن وإنتاج في المستوى، ثم، أولا وقبل كل شيء، وقت كافي لإنجازه بالشكل المطلوب، كي يخرج إلى الجمهور بهذه الصيغة التي جعلته يتابعه بشغف، إضافة إلى “الكاستينغ” الجيد، الذي ارتكز على اختيار مشخصين كبار، ما زالوا يحتفظون بملامح طبيعية لم ينل منها “البوتوكس”، تساعدهم على الأداء الواقعي، الذي لا يخلو من إحساس. هذه الواقعية، لعبت، حسب ملاك، دورا أيضا في نجاح “رحمة”، إذ تم التدقيق في الحوارات، حتى تكون معقلنة وحمّالة رسائل وتحاكي الناس في معيشهم اليومي، وليست مجرد أكسسوار لملء الفراغ، كما كان هناك حرص على “الفيزيونومي” بين الشخصيات التي تلعب دورا داخل العائلة الواحدة، لتأتي شبيهة ببعضها البعض، إلى جانب اختيار الرباط والمدينة القديمة لسلا فضاءات للتصوير، بعد أن أصبحت الدار البيضاء مستهلكة في الأعمال الفنية، وحتى يبيع العمل سياحيا، مدنا أخرى مغربية، خاصة أنه يعرض على قناة خليجية عربية.
الميزانيات المخصصة للدراما المغربية ضعيفة
أما بخصوص اختيار موضوع المسلسل، فقالت بشرى ملاك، في اتصال مع “آش نيوز“، إن قصة نضال امرأة وأم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تيمة كبرى، تفرعت عنها مجموعة من التيمات الأخرى، فلكل بطل في المسلسل قصته، مشيرة إلى أنها اشتغلت على الموضوع من منظور اجتماعي توعوي أسري، عنوانه الأكبر الحق في الحب بالنسبة إلى هذه الفئة من أطفالنا.
وفي رد لها على سؤال حول ما حققته الدراما المغربية اليوم ومدى توفر الإمكانية لتسويقها عربيا، أوضحت الكاتبة، في الاتصال نفسه، أنها قطعت أشواطا كبيرة، فقبل حوالي 13 سنة، كان رمضان مرتبطا بالدراما المصرية في التلفزيون المغربي، قبل أن تتجه البوصلة نحو المنتوج الوطني الذي تهافت عليه المغاربة لأنهم يرغبون في مشاهدة قصص مجتمعهم، مضيفة أن الرهان اليوم هو في كيفية التسويق وتحسين الإنتاج، علما أن الميزانيات المخصصة له ضعيفة جدا، كما أن ثقافة “السبونسورينغ” والاستثمار في الفن والثقافة، غائبة تماما، في الوقت الذي نحتاج أن تكون منتوجاتنا الدرامية راقية إنتاجيا حتى تكون مؤهلة للسوق العربية، سواء بدبلجة أو بغيرها. “المهم أن نسوق ثقافتنا. الأتراك دايرين فينا غزو ماشي بلغتهم”، تعلّق.
اتهامات السرقة “هضرة خاوية” وراءها “باردين لكتاف”
وأشارت بشرى ملاك، إلى أن منصة “شاهد”، استطاعت من خلال مسلسل “رحمة”، أن تفتح سوقا لها في العديد من البلدان الأوربية، حيث تربع العمل على عرش “الطوندونس” أوربيا، وهي خطوة تدل على أن الدراما المغربية يمكنها أن تشكل منافسا في رمضان، وأنها تعرف حركية تبشر بالكثير من الأشياء الجميلة في المستقبل. “والمهم، أننا ما راقدينش في بلاصتنا وغادين لقدام”، تقول.
نجاح “رحمة”، ومنذ الحلقات الأولى لعرضه، عرّضه أيضا لاتهام بسرقة الفكرة والموضوع من مسلسل أمازيغي، وهي التهمة التي اعتبرتها كاتبته “هضرة خاوية”، وراءها أشخاص ضعفاء و”باردين لكتاف”، يرغبون في الركوب على نجاح الآخرين.
تعليقات 0