تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق قلعة مكونة والخميس دادس، مساء اليوم (الخميس)، في اضطرابات واسعة على مستوى حركة السير، وارتفاع منسوب السيول بعدد من الأودية، ما أعاد إلى الواجهة إشكالية هشاشة البنية التحتية المحلية، تزامنا مع العد العكسي لانطلاق الملتقى الدولي للورد العطري المنتظر تنظيمه بمدينة قلعة مكونة مطلع الأسبوع المقبل.

شوارع تغمرها المياه وأحياء منكوبة

وأفادت مصادر محلية بأن الأمطار الغزيرة التي هطلت في ظرف دقائق معدودة، حولت عددا من الشوارع الرئيسية بمدينة قلعة مكونة وجماعة سوق الخميس إلى برك مائية ضخمة، فيما غمرت المياه بعض الأحياء السكنية وتسببت في ارتباك وسط السكان.

وأضافت المصادر ذاتها أن السيول تسببت في توقف مؤقت لحركة السير على محاور رئيسية، خاصة الطرق الرابطة بين مركز قلعة مكونة ومنطقة الخميس دادس والقرى المجاورة، ما أدى إلى عزل بعض المناطق لساعات.

بنية تحتية هشة تثير القلق

وحسب نفس المصادر، فإن المدينة “غرقت بالكامل” بسبب ضعف قنوات تصريف مياه الأمطار، وهو ما اعتبر دليلا جديدا على هشاشة البنية التحتية وعدم استعدادها لمواجهة الظروف المناخية الصعبة، رغم أن المنطقة معروفة بطبيعتها الجبلية التي تجعلها عرضة لتكرار هذه الظواهر، خاصة خلال فصلي الربيع والصيف.

دعوات للتحرك قبيل الملتقى الدولي

واعتبر مجموعة من الفاعلين الجمعويين بالمنطقة أن “ما حدث اليوم يعكس فشلا واضحا في تدبير ملف البنية التحتية، وهو أمر مقلق للغاية بالنظر إلى اقتراب موعد الملتقى الدولي للورد العطري، الذي يفترض أن يقدم صورة مشرقة عن المدينة، إلا أن ما نراه اليوم يناقض هذه الصورة”.

وأضافوا أن قلعة مكونة تعد من المدن السياحية والفلاحية البارزة بإقليم تنغير، وتستقطب آلاف الزوار سنويا خلال مهرجان الورد العطري، الذي يعد فرصة مهمة لتنشيط الدورة الاقتصادية والترويج للمنتجات المحلية، مؤكدين أن هذه الأوضاع قد تلقي بظلالها على استعدادات المدينة للحدث الدولي وتفرض تحركا عاجلا من السلطات المختصة لتأهيل البنية التحتية وضمان نجاح التظاهرة.