آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV9 نوفمبر 2025 - 08:40

باريس تستعد لمراجعة اتفاقية 1968 مع الجزائر

تقرير برلماني فرنسي يهدد بتعميق الأزمة الثنائية قبيل يوليوز

ماكرون وتبون

تستعد الساحة السياسية الفرنسية لمرحلة جديدة من التوتر مع الجزائر، مع اقتراب صدور تقرير برلماني حول اتفاقية 1968 التي تنظم إقامة الجزائريين بفرنسا، والتي لطالما اعتبرت حجر الزاوية في العلاقات الثنائية، لكنها باتت توصف اليوم بـ”العبء السياسي والمالي” من طرف دوائر فرنسية متعددة.

التقرير يعده نائبان فرنسيان من الأغلبية الرئاسية المنتمية إلى معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون، ويتعلق الأمر بـ”ماثيو لوفيفر” و”شارل رودويل”، ومن المنتظر صدوره في مطلع يوليوز 2025، وفق ما كشفت عنه صحيفة لو باريزيان، التي أشارت إلى أن النص المرتقب سيضع اتفاق 1968 تحت المجهر، من زاوية كلفته الاقتصادية وأثره الاجتماعي، إضافة إلى ملفات شائكة كقضية الصحراء المغربية والهجرة وسياسات التأشيرات.

هذا التقرير، المنتظر صدوره في مطلع يوليوز 2025،

أولوية لإلغاء الامتيازات

ويمنح اتفاق 1968 المواطنين الجزائريين امتيازات إقامة وتوظيف ودخول التراب الفرنسي، بشكل يتجاوز ما يمنح لتونسيين والمغاربة، وهو ما أضحى محل انتقاد واسع لدى الأحزاب الفرنسية، خصوصا اليمينية والمتشددة، التي تطالب منذ سنوات بإلغائه.

وقد كان السفير الفرنسي الأسبق لدى الجزائر، “كزافييه درينكور”، أول من اقترح علنا عام 2023 إلغاء الاتفاق، رغم إقراره بأن ذلك قد يؤدي إلى “قَطع دبلوماسي نهائي” مع الجزائر.

تقييم مالي وأمني مثير للقلق

وأشار البرلماني تشارلز رودويل، أحد معدي التقرير، إلى أن الاتفاقية تفرض عبئا ماليا كبيرا على الدولة الفرنسية، خصوصا في مجالات المساعدات الاجتماعية والتغطية الصحية، كما اعتبر أن لها “تأثيرا أمنيا مباشرا”، بالنظر إلى وجود مطرودين جزائريين ما زالوا داخل الأراضي الفرنسية رغم القرارات القضائية الصادرة بشأنهم.

هذه الملاحظات من شأنها تعزيز خطاب الأحزاب المطالبة بإلغاء الاتفاق، ما ينذر بعودة الجدل السياسي والإعلامي الحاد ضد الجزائر داخل فرنسا خلال الأسابيع المقبلة.

الجزائر في مواجهة عزلة متعددة الجبهات

وفي ظل هذا التصعيد المحتمل، تجد الجزائر نفسها أمام وضع إقليمي ودولي معقد. لا مؤشرات على تحسن العلاقات مع فرنسا، توتر دائم مع الجيران، وعزلة متنامية داخل الفضاء المغاربي والعربي. وتبدو الأزمة الفرنسية الجزائرية مرشحة للمزيد من التدهور، ما لم تبادر الجزائر، خاصة المؤسسة العسكرية الحاكمة، إلى مراجعة خطابها وسلوكها، والعودة إلى منطق الواقعية السياسية بدل التمادي في خطاب المواجهة والعزلة.

Achnews

مجانى
عرض