في خطوة تعكس تنامي الاهتمام الدولي بالمعادن الإستراتيجية، أعلنت شركة “ستيدرايت للمعادن الإستراتيجية” الكندية عن توقيع مذكرة تفاهم للاستحواذ على منجم “جوندافا” التاريخي متعدد المعادن بإقليم الحوز، أحد المناجم التي توقفت عن الإنتاج منذ سبعين عاما.

رهان على المعادن الحرجة والطاقة النظيفة

وتأتي الصفقة في سياق السباق العالمي نحو تأمين إمدادات المعادن الحرجة، الضرورية لصناعات السيارات الكهربائية والبطاريات وتقنيات الطاقة النظيفة، حيث تراهن الشركة الكندية على جعل المغرب قاعدة إفريقية جديدة لاستخراج المعادن الإستراتيجية.

وكان منجم “جوندافا” من أبرز المشاريع التعدينية بالمغرب خلال الحقبة الاستعمارية، إذ أنتج سنة 1928 حوالي 2000 طن من الخام بتركيز 22.13% زنك و11.31% رصاص، إضافة إلى نسب عالية من الفضة. وتشير التقديرات التاريخية إلى إمكانية وجود 6.66 مليون طن من المواد الخام، مع نسب متفاوتة من الزنك والنحاس والرصاص، واحتمالات لعناصر ثمينة كالذهب والفضة.

تفاصيل الصفقة والاستثمار المرتقب

وبموجب الاتفاق، ستدفع “ستيدرايت” 8 ملايين دولار أمريكي مقابل الترخيص التعديني، إلى جانب منح 9% من أسهمها و1% من صافي عائدات المصهر (NSR) للشريك المغربي.
كما تتضمن الصفقة إيداع 500 ألف دولار غير قابلة للاسترداد، خلال فترة فحص تمتد ثلاثة أشهر، تخصصها الشركة لإجراء دراسات جيولوجية وتحاليل ميدانية دقيقة.

وفي تصريح للرئيس التنفيذي مات لويس، أكد أن المغرب يعد “بيئة تعدين آمنة ومنفتحة على الاستثمار الأجنبي”، مشيرا إلى أن بلاده ترى فيه “شريكا إستراتيجيا موثوقا في إفريقيا”. كما أعلن أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق برنامج حفر جديد لتأكيد الاحتياطيات وتحويلها إلى بيانات جيولوجية معتمدة دوليا.