تحتضن مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي، بالدار البيضاء، معرضا للرسام المغربي رضى كنزاوي، تحت عنوان “أرواح عارية”، وذلك يوم الجمعة 13 أكتوبر الجاري على الساعة السابعة مساء.

المعاناة والجنون

ويعتبر معرض “أرواح عارية”، مناسبة للرسام العصامي رضى كنزاوي، لتقديم مجموعة من لوحاته الفنية، وهي عبارة عن أعمال تصويرية تعبيرية يمزج من خلالها الرسام الذي يعيش بين الدار البيضاء والمحمدية، ظلال الماضي مع مخاوف المستقبل أو المجهول، وترصد شخصيات ومشاهد تصرخ بالعاطفة وتظهر المعاناة والجنون وتستعرض الحب والحنان.

وحاول رضى كنزاوي، في لوحاته وصوره التعبيرية رسم معالم شخصيات غير مثالية وواقعية، وكله حرص على تنمية جمالية القبح، فهو لا يهمه الإنسان شكلا ولا يحب تبجيل الجمال، بقدر ما يحرص على فضح المشاعر وتجسيد صيغتها الأصلية النقية الصادقة والعارية تماما من كل الشوائب، حسب ما جاء في بلاغ توصل “آش نيوز” بنسخة منه.

نازية جديدة

ويقول الرسام رضى كنزاوي، في البلاغ نفسه، متحدثا عن إبداعاته: “إن كنت تبحث عن المثالية، لن تعجبك شخصياتي، فهي لا تراعي أبدا المعيار المتداول لجمال القرن الواحد والعشرين، بل إنها النقيض التام للمفهوم النيتشاوي للإنسان البطل الفاضل والقوي. شخصياتي حرة في انتقاء نموذج بعيد كل البعد عن هذه النازية الجديدة التي جعلت الناس تتشابه كالدمى وأقصت الآخر. شخصياتي ليست دما أزرقا ولا عرفا نبيلا، إنها الإنسان بكل عيوبه ونواقصه”.

تصالح مع الذات

وأشار رضى كنزاوي، إلى أن كل ما خطت أنامله في هذه اللوحات التي تضم رسائل مشفرة، يسعى من خلاله لتوضيح أهمية التصالح مع الذات، مبرزا أن شخصيات لوحاته، هي شخصيات متصالحة مع ذاتها، لا تخجل من الضعف ولا تخفي الخوف، كما أنها مستعدة للبكاء أمام سخرية العالم بأكمله، بل والمكوث ساعات أمام المرآة لتنتشي وتتمتع ببشاعتها.

شخصيات مقهورة

وأوضح رضى كنزاوي، أن هذه اللوحات التي تضم شخصيات مختلفة، هي بالنسبة له نموذج الإنسان الذي عايشه نصف حياته في حي شعبي فقير ومهمش، وهي شخصيات نحيلة شاحبة، جاحظة العينين، ناتئة العظام، متسخة، مقوسة، مقهورة، جائعة، متشنجة الأصابع.