أكدت زينب فاسيكي، رسامة مغربية ناشطة في مجال حقوق المرأة، أنها تلقت مجموعة من التهديدات من قبل متطرفين مجهولي الهوية، توعدوها من خلالها ب “سفك الدماء والقـ.تل”، بسبب دفاعها عن حقوق المرأة وإنصافها في المدونة الجديدة المرتقبة.
تهديدات خطيرة
وأوضحت زينب فاسيكي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن التهديدات بسفك الدماء تلقتها مجموعة من الناشطات المغربيات غيرها، من المدافعات عن حقوق النساء والحريات، مشيرة إلى أنها اعتادت أن تتوصل بالتهديد بشكل مستمر، لكنها تفاجأت هذه المرة بأن عددا كبيرا من الناشطات النسويات توصلن بنفس الرسائل من أشخاص غرباء، ومضيفة أن ما يدعو إلى الغرابة، أن بعض هؤلاء النسويات توصلن برسائل تشير إلى مقر عملهن، وهناك من توصلت برسائل تهدد أبنائها وعائلتها.
وكشفت زينب فاسيكي، أنها توصلت بتهديدات خطيرة بسبب ما تقدمه من محتويات، وتلقت ما مرة كلمات قاسية تتضمن تفاصيل عن الكيفية التي يريد بها المهددون أن يؤذونها، معتبرة أن التهديدات الأخيرة جاءت بسبب دعوات الناشطات الحقوقيات إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في إطار نقاش مدونة الأسرة الأخير.
صد “التطرف”
“الموت هو مصيرك أنت وغيرك بسبب ترويجكن للمثليين وغيرها من الأمور التي تتعارض مع قيم المجتمع المغربي”، هذه واحدة من بين الرسائل التي كشفت زينب فاسيكي أنها تتلقاها بشكل يومي، مبرزة أنها مارست النضال لأزيد من 10 سنوات، وقد تجاوزت مرحلة الخوف، ولكن طغيان بعض العناصر داخل المجتمع المغربي جعلت النسويات يتحدن من أجل صد هذه الممارسات، مبرزة أن جميع المطالب المطروحة لم تتجاوز الخطوط الحمراء.
وأشارت المتحدثة ذاتها، إلى أن المطالبة بحقوق المرأة ليست من المستجدات. وقالت “نحن نطالب بحقوقنا المشروعة التي يخولها لنا القانون. ولكن عندما أصبحت هناك لائحة خاصة بالمهددات بالقتل، فمن البديهي أن نرفع دعوى قضائية ونرفع جميع الروابط الإلكترونية لبروفايلات المهددين إلى وكيل الملك من أجل التحقيق في هذه القضية”.
حملات تحريضية
من جهتها، علقت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، على الموضوع قائلة: “نتابع بشكل كبير هذه الحملة التحريضية التي تحمل في طياتها العنف والحقد والكراهية، ونستنكر واقع هذه الحملات التي توجه السب والشتم لنساء ذنبهن النضال من أجل تغيير قانون الأسرة”.
وأضافت بشرى عبدو في اتصال مع “آش نيوز”، أن “المنخرطين في ارسال تهديدات لنشطاء في ورش تعديل قانون مدونة الأسرة، هم أشخاص بعضهم يعممون صورهم وفيديوهاتهم التي يحمل محتواها تحريضا وعنفا واضحا، إضافة إلى أن هناك تعليقات كثيرة تتوصل بها النساء الحقوقيات إما عن طريق أشخاص إما بأسماء وهمية أو بأسماء واقعية”.
وأوردت المتحدثة، أن “هذه التهديدات، لن تمس النساء المناضلات بل تزيدها قوة”، قائلة: “نحن نساء قويات مسلمات أمهات ..لدينا أسر نحميها، ونرغب في حماية باقي النساء، والإسلام دين تسامح وسلام وحقوق، فلا يمكن ألا يدافع عن المرأة وحقوق الطفل والأسرة السليمة”.
ونددت رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بما يقع، مؤكدة أنه “من الضروري الحد من مصدر هذا الأسلوب التحريضي والتكفيري، كذلك من واجب الجهات المعنية أن تفتح تحقيقا من أجل متابعة هذا الاعتداء الذي يرصد بشكل يومي، والذي أصبح مرفوضا”.
التعليقات 0