أقدم محام بهيئة الدار البيضاء، على تجرع السم داخل مقر رئاسة النيابة العامة بالرباط أمس (الجمعة) 11 أكتوبر 2024، بعدما أغلقت الأبواب في وجهه، وهو يبحث عن تطبيق القانون في نازلة كان ضحيتها، وأوشكت أن تودي بحياته.
ضرب وجرح
وأكد الضحية، في اتصال ب”آش نيوز“، أنه تعرض للضرب والجرح المفضي إلى الموت، على مستوى رأسه، بحضور شهود، من ضمنهم خبير عقاري بمنطقة حد السوالم التي كانت مسرحا لمحاولة تصفية المحامي.
وفي وقائع الأحداث، طلب الضحية، وهو محام، من المحكمة، إيفاد خبير قضائي في ملف عقاري، يتهم فيه أشخاصا نافذين، بالترامي على ملك الغير. وبمجرد حضور المحامي كطرف في القضية العقارية، وحضور خبير بأمر قضائي، تعرض المحامي لهجوم الأسلحة البيضاء، وانهال عليه “بلطجية” بالضرب والجرح، وهي الواقعة التي وثقتها كاميرات محلات تجارية وحضرها شهود عيان ضمنهم الخبير الذي أدلى بشهادته، قبل أن يتم استقدام مستخدم بشركة “اتصالات المغرب” من الدار البيضاء، قصد نزع الكاميرات وإتلاف محتوياتها بعد ذلك، حسب ما أفاد شهود عيان.
حالة غيبوبة
وأكدت مصادر الموقع أن المحامي الضحية نقل لمستشفى في حالة غيبوبة، حيث سيتم رتق جروحه بالخيط، ويسلم شهادة طبية، قبل أن يفاجأ بأن المشتبه في تورطهم في ضربه، وهم يعتبرون أنفسهم نافذين بحكم منصب أحد أفراد عائلتهم المهم بوزارة الداخلية، يدلون بدورهم بشهادة طبية من مستشفى يبعد بقرابة 25 كلم من المنطقة، رغم أن الشهود أكدوا أنهم لم يقترب منهم أحد، بل حين رأوا المحامي ساقط أرضا في غيبوبة، ابتعدوا عنه تاركينه غارقا في دمائه.
ظلم و”حكرة”
وأحيلت القضية على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، الذي أمر باعتقال المشتبه في تورطهم في الاعتداء على المحامي، رغم نفوذهم، وهو وكيل الملك الذي ترفع له القبعات لأنه آمن بالقانون ولم يؤمن بالنفوذ، حسب تعبير مصادرنا.
وأحيلت المسطرة على قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، الذي فاجأ الضحية المحامي، بخروج المعتقلين من الباب الخلفي للمحكمة رفقة طبيب وهم يهرولون بسرعة لامتطاء سياراتهم الفارهة، بعدما فتح لهم شرطي، الباب الخلفي.
وأمام هذا الوضع الذي رفضه المحامي بصفته رجل قانون، اضطر للجوء إلى رئاسة النيابة العامة للتظلم. إلا أنه بعد رفض استقباله والاستماع إلى شكواه، أحس بالظلم و”الحكرة” أمام أشخاص نافذين والدهم مسؤول بوزارة الداخلية، ويستعينون بنفوذهم للترامي على ملك الغير، فما كان منه إلا أن تجرع السم احتجاجا على عدم إنصافه من القانون الذي آمن به طيلة مساره العلمي والمهني، قبل أن يتم إنقاذه في آخر لحظة بدفعه إلى تجرع كميات من الحليب، ليتقيأ ما بجوفه.
وأكد مقربون من المحامي الضحية، أنه أمام الإحساس بالهزيمة في القضية التي ظلت تراوح مكانها منذ مدة طويلة، كان دائما يهدد أمام زملائه بأنه سينتحر يوما داخل مقر رئاسة النيابة العامة، لذلك كان يحمل قنينة السم دائما معه في جيبه.
التعليقات 0