آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV20 مارس 2025 - 08:41

فيضانات الأمطار تكشف هشاشة البنية التحتية في بعض المدن

اضطرابات مرورية وأحياء غارقة بسبب سوء تصريف المياه

فيضانات المغرب

شهدت مدينتا الدار البيضاء وسلا خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية غزيرة، تسببت في شلل جزئي للطرق وفضحت ضعف شبكات تصريف المياه، مما أدى إلى معاناة السكان وتعطل المرافق العامة. وهذه الأمطار، التي كان من المفترض أن تشكل رحمة بعد فترات جفاف طويلة، تحولت إلى كابوس نتيجة البنية التحتية الهشة وعدم جاهزية الجهات المسؤولة لمواجهتها.

الدار البيضاء.. مدينة كبرى تعاني من فيضانات متكررة

في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تسببت مياه الأمطار في شلل مروري واسع، حيث غمرت المياه العديد من الشوارع الرئيسية وأدت إلى إغلاق بعض الطرق لفترات طويلة. وكشفت الفيضانات مجددا سوء حالة المجاري المائية، حيث لم تستطع شبكة الصرف الصحي استيعاب كميات المياه المتساقطة، ما أدى إلى ارتباك في حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين.

ورغم أن المدينة تضم أكبر عدد من السكان والأنشطة الاقتصادية، إلا أن الأمطار أثبتت عدم جاهزية البنية التحتية، حيث تأخرت الاستجابة من قبل الجهات المعنية، ولم تتم عمليات تصريف المياه بالشكل المطلوب، مما جعل عدة مناطق تغرق تحت الأمطار وسط استياء واسع من السكان، ناهيك عن سوء بنية الطرقات وبعض الشوارع التي أبنات عن هشاشتها أدت إلى خسارة مادية لبعض الشاحنات والسيارات.

سلا.. واقع مشابه ومعاناة متكررة

على الجانب الآخر، لم تكن مدينة سلا بعيدة عن هذا السيناريو، حيث عانت أحياؤها من تجمعات مائية كبيرة على الطرقات، ما تسبب في شلل مروري وأضرار واسعة في البنية التحتية. ورغم قربها من العاصمة الرباط، إلا أن الخدمات المتوفرة لم تكن في مستوى التحدي، ما أظهر تدني مستوى صيانة المرافق العامة وسوء تجهيز شبكة الصرف الصحي لاستيعاب الأمطار الغزيرة.

وساهمت الفيضانات في تعطيل الحياة اليومية للسكان، حيث أصبح التنقل صعبا، واضطر العديد منهم إلى البقاء في منازلهم بسبب انسداد الطرق بالمياه، في ظل غياب تدخل سريع من السلطات المحلية والشركات المفوض لها تدبير الصيانة.

الشركات المفوضة.. غياب الاستجابة السريعة يزيد من حجم الكارثة

وكشفت هذه الأحداث عن عدم جاهزية الشركات الجهوية المكلفة بتدبير الصرف الصحي، حيث لم يكن تدخلها سريعا ولا فعالا بما يكفي للحد من تفاقم الوضع. فبدلا من تحرك فرق الطوارئ بشكل فوري لتصريف المياه وتنظيف البالوعات، جاءت التدخلات متأخرة وغير كافية، مما ساهم في تعميق الأزمة.

كما أن غياب التنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة زاد من حجم الضرر، إذ لم تكن هناك خطة استباقية لمواجهة هذه التساقطات، ما جعل الأحياء تغرق وسط انعدام حلول سريعة وفعالة.

دعوات لإصلاح شامل وتحسين الجاهزية

وفي ظل هذه المعاناة المتكررة مع كل تساقطات مطرية، بات إصلاح البنية التحتية في سلا والدار البيضاء ضرورة ملحة. إذ يتعين على الجهات المسؤولة وضع استراتيجية فعالة لتعزيز شبكات الصرف الصحي، مع تحديث أنظمة التصريف وإعادة تهيئة الطرق والأنفاق المائية لتفادي تكرار هذه الكوارث.

كما يجب على الشركات المفوضة تحسين مستوى تدخلها والاستعداد بشكل أفضل لمثل هذه الأزمات، من خلال وضع خطط طوارئ فعالة والاستثمار في تقنيات حديثة تمكن من امتصاص مياه الأمطار بسرعة ومنع الفيضانات.

الأمطار تفضح الاختلالات.. فهل تتحرك السلطات لإيجاد حلول جذرية؟

وأبرزت الأمطار الأخيرة مدى هشاشة البنية التحتية في المدن الكبرى بالمغرب، خاصة في ظل استمرار نفس المشاكل مع كل موسم ممطر. ورغم وعود الإصلاح المتكررة، لا تزال هذه المدن تفتقر إلى حلول مستدامة لمواجهة الظواهر المناخية، ما يفرض على السلطات التحرك العاجل لوضع حد لهذه الأزمة وضمان خدمات أكثر نجاعة للمواطنين.

Achnews

مجانى
عرض