الفاو تحذر من اجتياح الجراد وتدعو المغرب لرفع التأهب
الأمم المتحدة تدعو لتعبئة عاجلة والمغرب يعيد تفعيل خطط الطوارئ

في تنبيه أممي لافت، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تحذيرا شديدا لدول شمال غرب إفريقيا، وفي مقدمتها المغرب، من خطر تصاعد انتشار الجراد الصحراوي خلال موسم الربيع الجاري، مشيرة إلى أنه يمثل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي في المنطقة.
موسم تكاثر مثالي يزيد من المخاطر
وبحسب المنظمة، فقد ساهمت الأمطار الغزيرة الأخيرة في خلق بيئة مثالية لتكاثر الجراد، خاصة في المناطق الممتدة من جنوب الأطلس في المغرب إلى الصحراء الجزائرية، وصولا إلى تونس وغرب ليبيا. وأكدت “الفاو” أن الجراد الصحراوي يصنف ضمن أخطر الآفات المهاجرة عالميا، نظرا لقدرته على إلحاق أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية في زمن قياسي.
دعوات لتكثيف المسح والتدخل المبكر
ودعت المنظمة الأممية الدول المعنية إلى رفع وتيرة المراقبة الميدانية وتفعيل خطط المكافحة بشكل عاجل، محذرة من أن أي تأخير قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل خطير يصعب التحكم فيه.
وفي المغرب، أكدت السلطات جاهزيتها لمواجهة هذه التحديات، حيث تم بالفعل رصد أسراب محدودة من الجراد جنوب شرق البلاد. وأوضحت الحكومة أنها رفعت حالة التأهب القصوى، مع إعادة تفعيل مراكز القيادة وتشكيل فرق تدخل سريع لمجابهة أي بؤر قد تظهر.
انعكاسات محتملة على القطاع الزراعي
وأبرزت التحذيرات أن الخطر لا يقتصر فقط على التأثير المباشر للموسم الزراعي الحالي، بل قد يلحق أضرارا اقتصادية طويلة الأمد إذا لم يتم التصدي له بفعالية. ويأتي هذا التحذير بينما يعول المغرب على الموسم الفلاحي لتحقيق توازن اقتصادي واجتماعي مهم، خصوصا في ظل الظروف المناخية المتقلبة.
دعوة إلى التعاون الإقليمي
وختمت “الفاو” بيانها بالتأكيد على أن الجراد الصحراوي لا يعترف بالحدود، مما يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المعنية لضمان استجابة سريعة وفعالة، بهدف حماية الأمن الغذائي وتقليل الخسائر المحتملة.
تعليقات 0