آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV24 يونيو 2025 - 23:13

الطراكس تقتل آمال عمال شواطئ دار بوعزة

أغلبهم من سكان المنطقة وكانوا يمنون النفس بموسم صيفي مزدهر يساعدهم على تحمل تكاليف العيش قبل أن يفاجؤوا بعمليات الهدم

هدم دار بوعزة 1

كانوا يمنون النفس بموسم صيفي مزدهر، بعد شهور طويلة من العطالة والتوقف عن العمل في الشواطئ الخاصة والمطاعم التي تغلق معظمها أبوابها بمنطقة دار بوعزة خلال فصلي الخريف والشتاء، لكنهم سيفاجؤون ب”الطراكسات” تجرف كل المباني والفضاءات على حين غرة، لتقتل فيهم ما تبقى من أمل يساعدهم على تحمل تكاليف العيش القاسية بمنطقة ارتفعت كثافتها السكانية في السنوات الأخيرة، وتحولت من “دوار” ساحلي كبير إلى “Darb”، يقيم فيه البرجوازيون في إقامات سكنية راقية مغلقة، ما رفع كلفة المعيشة وجعلها فوق مستوى قدراتهم البسيطة والمتواضعة إلى درجة المعدومة.

منذ يوم الخميس الماضي، بدأت السلطات المحلية التابعة لإقليم النواصر عمليات الهدم لشواطئ ومطاعم دار بوعزة المطلة على البحر. جرفت كل شيء بدون شفقة ولا رحمة، بدعوى أنها تحتل الملك البحري العمومي وبنيت بطرق عشوائية، رغم أن مستغليها استثمروا فيها لسنوات طويلة فاقت العشرين سنة، ليس فقط في التجهيزات والديكورات، بل حتى في البشر واليد العاملة من أبناء المنطقة، وأغلبهم بدون مستوى تعليمي يسمح له بالحصول على وظيفة أو شغل يعيل به نفسه وعائلته في هذه القرية الساحلية الكبيرة التي عرفت بأنها وجهة للترفيه والاستجمام، وحيث لا معامل ولا مصانع ولا أي فرص عمل غير المطاعم والشواطئ الخاصة، التي يقصدها السياح والمقيمون من مختلف المناطق من أجل الاصطياف وقضاء أوقات صيفية ممتعة مع أبنائهم وعائلاتهم.

عمال مشردون ب”لا حنين ولا رحيم”

بجرة “طراكس”، وجد العمال بدار بوعزة أنفسهم مشردين، بلا “حنين ولا رحيم”. منهم الشباب والنساء المطلقات والأرامل اللواتي يعلن عائلات بأكملها من فتات موائد المطاعم و”بوربوارات” زبائنها السخية. منهم الأيتام أيضا، والفقراء إلى الله الذين لا يملكون حتى ثمن توصيلة إلى العاصمة الاقتصادية يعملون فيها “طالب معاشو”. كلهم اليوم بدون ملاذ سوى ما جادت به جيوب سكان المنطقة الذين يعرفونهم جيدا بحكم سنوات العشرة الطويلة، ويتكرمون عليهم وعلى أبنائهم، بين فينة وأخرى، بكل ما جادت به قلوبهم من مأكل وملبس ومال، لأنهم يعرفون ظروفهم، التي، رغم قساوتها، لم تدفعهم إلى الطريق “العوجة”، بل إلى الكد في أيام الشمس الحارقة، من أجل لقمة عيش طيبة وحلال لهم ولعائلاتهم.

في هذا الفيديو الذي أنجزه وصوره من القلب إلياس بوخريص، تطلعون على تفاصيل وشهادات مؤلمة لعمال وعاملات تضرروا من قرار الهدم الوحشي الذي اتخذته السلطات في إطار إعادة تهيئة منطقة دار بوعزة استعدادا لمونديال 2030.

Achnews

مجانى
عرض