آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

فرنسا والعباية وهرطقات المتأسلمين

نورا

بعد منع الحجاب، يعود الجدل من جديد في فرنسا حول العباية أو الزي الإسلامي الذي ترتديه الطالبات في المدارس والجامعات الفرنسية، بمناسبة الدخول المدرسي في بلد الأنوار، وتعود من جديد الأصوات المنددة بهذا القرار الذي اعتبره البعض، كما العادة، يدخل في باب الحرب التي يشنها الكفار ضد الإسلام والمسلمين، متناسين أو متجاهلين أن الأمر يتعلق ببلاد دينها وعقيدتها العلمانية.

من حق فرنسا، رغم العهود والمواثيق والدساتير وجميع مبادئ حقوق الإنسان التي يتشدق بها الكثيرون ولا يطبقونها في أبسط أمور حياتهم، أن تنظم مؤسساتها وإداراتها وجامعاتها ومدارسها بالمنظور الذي تراه مناسبا لسيرها اليومي العام، وبما يتناسب أيضا مع مبادئها وقيمها التي تأتي على رأسها الحرية. الحرية التي لا يمكنها أن تتماشى أبدا مع ارتداء الحجاب أو العباية أو أي زي إسلامي مهما كان نوعه، لأنه أصلا مبدأ مضاد للحرية، ويعتقل المرأة في لباس هدفه ستر عورتها وكأنها جسم مدنس ولا يجوز أن يظهر للعموم والعلن. وهذا قمة الاحتقار والحكرة لكينونة النساء.

صحيح أن من حق كل امرأة أن تختار ملابسها التي تتوافق مع أفكارها وتوجهاتها الدينية. ومن حق كل رجل أو شخص أن يتصرف وفق ما تمليه عليه قناعاته وخلفياته، لكن في سياق يناسب تلك القناعات والعقليات. وهو ليس السياق الفرنسي بالتأكيد. ففرنسا حاربت وناضلت بالدماء والنار والشهداء، من أجل أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم من حقوق وحريات وانفتاح ثقافي، تدفع ضريبته اليوم مع موجات المهاجرين الذين يريدون أن يفرضوا عليها قوانينهم، وليست لديهم أي رغبة في الاندماج في مجتمعها، وهذا موضوع آخر لا يتسع المقام للتفصيل فيه الآن.

على الذين ينتقدون ويهرطقون بسبب العباية، أن يفهموا جيدا أن فرنسا ليست بلدا مسلما ولم تختر الإسلام دينا، وبالتالي ليست مجبرة أن تتسامح مع المظاهر الدينية الإسلامية لأنها اختارت العلمانية والفصل بين الدين والدولة نظاما وقانونا لها، وهو القانون الذي لا يستسيغه كل الفرنسيين بالطبع، ومنهم اليهود والمسيحيون،  المتدينون والمتطرفون في تدينهم أيضا، لكنهم يحترمونه ويخضعون له مجبرين لأنه اختيار دولة ونظام قائم.

ليست كل الفرنسيات يرتدين الشورت ويعشقن العري. عديدات منهن محتشمات، يرتدين التنورات والفساتين الطويلة والقمصان بالأكمام، لكنها ليست أزياء إسلامية أو يهودية أو مسيحية أو بوذية. هي ملابس عادية لا تميزهن عن باقي الفرنسيات، ولا يمكن لمن يمر من أمامهن أن يعرف منها ديانتهن أو عقيدتهن. فلماذا تصر المسلمات على أن يظهرن بالزي الإسلامي؟ وهل الإسلام يختصر فقط في اللباس والعورة؟ ولماذا يجب أن نقول للعالم كله، حذار، إننا مسلمات؟ أي منطق هذا؟

للمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية حرمتها وقوانينها التي على الجميع أن يمتثل لها، وإلا فليغير بلد الهجرة الذي اختاره نحو بلاد تمنع تعليم المرأة أساسا، وتعتبر أن لها خرجتان، واحدة من بيت والديها إلى بيت زوجها، والأخرى من بيت زوجها إلى القبر. وكفى العلمانيين شر القتال.

تابعوا آخر الأخبار من آش نيوز على Google News

مواضيع ذات صلة

فوزي لقجع

04 ديسمبر 2024 - 20:00

تنفيذا للتعليمات الملكية.. لقجع يعلن إحداث لجنة لمواكبة تنظيم مونديال 2030

الدخيسي

04 ديسمبر 2024 - 19:00

رئيس الأنتربول يشيد بانتخاب الدخيسي نائبا للرئيس عن إفريقيا

المجلس الوزاري محمد السادس

04 ديسمبر 2024 - 18:00

الملك يترأس مجلسا وزاريا لمناقشة الاستعدادات لكأس العالم 2030

فوزي لقجع

04 ديسمبر 2024 - 17:00

مشروع قانون المالية 2025 بين إشادة الأغلبية وانتقادات المعارضة

04 ديسمبر 2024 - 16:00

اليونسكو تدرج الحناء ضمن التراث الثقافي اللامادي

04 ديسمبر 2024 - 15:00

بعد بحث آل الشيخ عن الطفل الشرايطي.. والده يكشف التطورات

04 ديسمبر 2024 - 14:00

231 تعديلا على مشروع قانون المالية 2025 بمجلس المستشارين

البرلمان

04 ديسمبر 2024 - 13:00

رسميا.. بالأغلبية مجلس النواب يصادق على قانون الإضراب

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

Achnews

مجانى
عرض