سكان يستغيثون ويطلبون النجدة. هذا هو حال سكان دوار تنيرت جماعة أزكور نواحي أمزميز، هذا الدوار المنكوب الذي يعيش سكانه، كباقي الدواوير والقرى المنسية بالمغرب، مأساة حقيقة خلفت إلى حدود الساعة أكثر من ألفي حالة وفاة، وفق حصيلة غير نهائية.
تنيرت
دوار تنيرت، اعتاد رؤية تساقط الحجارة من الجبال في الطريق، حيث تشهد أعينهم هذه الصور قبل الزلزال، لكن اليوم الوضع يختلف، فهذه الفاجعة الكبرى خلفت خسائر بشرية كبيرة ومادية جعلت جميع السكان يتوسدون الصخور وينامون بدون مأوى، بعد أن دكت منازلهم وتحولت إلى أنقاض.
“ذهبت قريتي وماتت عائلتي وانعدم وجودي”، يروي أحد أفراد عائلة آيت عبد الرحمان، فقد سبعة من أفراد عائلته من بينهم أطفال لازالوا إلى حدود الساعة تحت الأنقاض، وكان هو الناجي الوحيد بينهم.
يقول المتحدث في اتصال مع موقع آش نيوز، إن لحظة وقوع الزلزال كانت العائلة بأكملها مجتمعة في المنزل كعادتهم، ليتفاجؤوا بهزة أرضية قوية لم ترحم أحدا. هدمت البيت وأخفت جميع قاطنيه تحت الأنقاض، وكان هو الناجي الوحيد بعدما صارع الموت وصارع الحجارة والردم ليتمكن من الخروج.
تحت الأنقاض
وأكمل المتحدث قصته الحزينة التي تشبه العديد من الحكايات المأساوية في إقليم الحوز، الذي ضربه الزلزال، إذ نجا من الموت بأعجوبة، مشيرا بصوت يرجف من الألم والخوف والحسرة، أنه يجلس كل يوم قرب الركام والأنقاض عله يسمع صوت أحد من أبناءه أو أن تنبح الكلاب إنذارا يبعث في قلبه المفطور الأمل من جديد.
وناشد المتحدث، في الاتصال نفسه، السلطات بالإسراع لإنقاذ الضحايا وانتشالهم من تحت الأنقاض والدمار، إذ يمكن أن يجد أحدهم على قيد الحياة، بعدما مر على الزلزال أيام.
بصيص أمل
رجال الوقاية المدنية، بتضامن مهني وإنساني، يسعون جاهدين لانتشال الجثث وإنقاذ ما يمكنه إنقاذه، محاولين بعث بصيص أمل في نفوس السكان، من خلال بحث مكثف بين الركام رغم صعوبة الأمر. فالموقع الجغرافي للمنطقة لا يساعد على جلب الجرارات، إضافة إلى انقطاع بعض الطرق، ما يعيق وصول المساعدات إلى أصحابها ويجعل عملية الإنقاذ وانتشال الضحايا عسيرة، يقول أحد أعوان السلطة، في اتصال مع الموقع.
جدير بالذكر، أن الزلزال الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه منطقة الحوز، ومن أبرز المناطق التي تضررت بشكل كبير كانت مراكش وأكادير وتارودانت، كما وصل ارتداد الهزة الأرضية العنيفة إلى العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس.
التعليقات 0