توتر في مخيمات تندوف بسبب أزمة التراخيص واحتجاجات غاضبة
البوليساريو تواجه المتظاهرين بالقمع وسط تصاعد الغضب الشعبي بسبب القيود المفروضة على التنقل

شهد معبر الرابوني في مخيمات تندوف احتجاجات واسعة، حيث تجمع مئات الصحراويين للمطالبة بحقهم في التنقل بحرية نحو الأراضي الجزائرية، بعد استمرار أزمة التراخيص لعدة أشهر. ووفقا لما كشفه منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف (فورساتين)، فإن ميليشيات البوليساريو منعت مئات الأشخاص وعشرات السيارات من العبور، ما أثار حالة من التوتر والغضب داخل المخيمات.
وعود زائفة وممارسات استغلالية تفاقم الأزمة
ورغم وعود قيادة البوليساريو بزيادة عدد التراخيص اليومية من 100 إلى 200، إلا أن الوضع لم يشهد أي تحسن، مما جعل المحتجين يعبرون عن استيائهم من تلاعب قادة الجبهة بهذا الملف الحساس. وكشف المنتدى أن بعض قيادات البوليساريو تستغل الأزمة للمتاجرة بالتراخيص، مما يزيد من معاناة السكان الذين يرون في هذه الوثائق وسيلة لابتزازهم ماليا وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
القمع الوحشي للاحتجاجات واعتقالات تعسفية
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات، تدخلت ميليشيات البوليساريو بالقوة لمنع المتظاهرين من مواصلة اعتصامهم أمام المعبر، حيث أظهرت مقاطع مصورة وشهادات حية استخدام العنف لتفريق المحتجين. ولم يقتصر الأمر على القمع الميداني، بل قامت قوات الجبهة باعتقال خمسة متظاهرين بارزين، من بينهم سيد براهيم ولد اعلي فال، الملقب بـ “لشنيبرة”، وأباه ولد بنجارة، إضافة إلى خاليسكو، حيث تم اقتيادهم إلى أحد المقرات الأمنية بالرابوني وسط مخاوف من تعرضهم لسوء المعاملة.
احتقان متزايد وغياب الحلول وسط صمت دولي
ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من المواجهات التي شهدها المعبر خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس فشل قيادة البوليساريو في التعامل مع الأزمات المتلاحقة داخل المخيمات. ويؤكد منتدى فورساتين أن القمع المستمر والتضييق على حرية التنقل يفضح هشاشة الوضع داخل المخيمات، حيث تلجأ الجبهة إلى أساليب القمع بدلا من البحث عن حلول جذرية. وفي ظل هذا الوضع المتأزم، يستمر الصمت الدولي تجاه الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الصحراويون في تندوف، مما يفاقم من معاناتهم ويزيد من حالة الاحتقان السائدة.
تعليقات 0